وهل الحب إلا صفاء النفس وبناء الروح.. هذا مقالي لنا نحن البشر.
من أجل بناء الإنسان بناء سليم في ظل الفطرة الإنسانية الواعية. فالذي يحب بفطرته لا يستطيع أن يكره. وهذا واقع من خلال دارستي في الحياة وتجاربي مع الناس، يمكن أن نختلف في وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي وسارٍ فينا نحن البشر.
أختلف معك وتختلف معي، لكن بشرط ألا تحكم على رأيي بالإعدام، ادرسه من جميع الجوانب، ربما تجد نافذة تصلح للهواء من خلاله حتى تتنفس منه، وبحبي لك أنا أعترف بالخطأ، وأقول لك: اعترافي بالخطأ ليس ضعفًا بل قوة لأننا بشر وأكثرنا خطاؤون فعلًا، لكن أحيانًا يكون الخطأ فينا من أجل بناء أنفسنا وفهمنا لها أكثر.
فعندما نختلف بحب نرجع، لا يستمر الخلاف كثيرًا؛ لأنه يكون هناك حوار روحي منطقي بين العقل والقلب، وهل الحب إلا شعور مريح عندما تفعله في تعاملك مع الآخرين في جميع مجالات حياتك اليومية.
هناك دراسة أُجريت في جامعة ماساتشوستس، على سبيل المثال، إن المراجعين الداخليين في أقسام المحاسبة، الذين يحظون بحب الآخرين، ويقدمون نقاشات منظمة ومنطقية، كانت لديهم فرص أفضل في إقناع مديريهم بقبول مقترحاتهم، حتى لو أبدى المديرون اعتراضهم على تلك المقترحات في البداية، وقبل رؤية هؤلاء المراجعين.
هذه دراسات أجنبية فما بالك بنا -نحن العرب- فنحن نغفل ونسهو وعندنا كتاب الله وهو القرآن الكريم، الذي يحثنا على التعامل بحب مع الآخرين. فهل نستطيع أن نتعمق في قراءتنا للقرآن الكريم؟!.
أحبوا بعضكم بعضًا، فالعمر يمضي والموت يقترب وهو أجل محتوم لا بد منه، أطال الله أعماركم في كل خير، وأنتم في حب وتسامح؛ لأن الروح تسمو في عُلاها وتنتعش عندما تحب.