اختر زوجةً جميلةً في عينكَ أنتَ!

سألوا قيسَ بن الملوح: لماذا يا قيس تحبّ ليلى وهي ليست جميلة في نظرِنا؟ فقال: ومن منكم يرى ليلى بِعين قيس؟! الجمال في عين الناظر والجمال الظاهري ليس إلا في سماكةِ الجلد، أما الجمال الحقيقيّ فهو جمال الباطن والسريرة.

آفةُ الآفات في كلِّ زمان البحث عن المفقود ونسيان الموجود! جمال ونضارة الأجسام مثل الأزهار، سرعانَ ما تذبل وتطير في الهواء وتبقى نعمُ الله وعطاياه والعشرة الطيِّبة دون انقطاع!

ليتَ مشكلات الشباب بقيت في حدودِ جمال جسدِ المرأة وشكل الزوج! بقليلٍ من الأناقةِ والزينة يمكن أن تصبح الزوجة أجملَ أهل زمانها! ومن عجائب الزمن أنه كلما زاد النَّاس انفتاحًا وتشددًا في اختيار الأزواجِ والزوجات، كلما تعقدت أمورهم أكثر!

إذا أردتَ أن تختار زوجةً، فمن المهمّ أن تراها أنت جميلةً. نعم أنتَ، وليس الأَقارب والنّاس! مقاييس الجمال من عينٍ لأخرى ومن زمنٍ إلى زمنٍ آخر تتغير. وما يهم هو أن تكون الزوجةُ جميلةً في عين زوجها، لا ما يظنّ الآخرون بجمالها. مقياس الجمال عندنا -أنا وأنت- ليس واحدًا! ما رآه أبي جميلًا ليس بالضرورة أن يراه ابني وحفيدي جميلًا وجاذبًا، بما في ذلك جمال المرأةِ والرجل. الجمال والذوق ليس صفةً جامدة لا تتغير ولا تتبدل!

تغيرت عقلية شبابنا عن عقلية آبائهم وأجدادهم! لذلك من الطبيعي أن تتسلل تلك التغيرات إلى حياتنا الخاصّة. يريد الرجال الزواج من امرأةٍ شابة ساحرة الجمال دون بقية الخصائص! فلا عجب -إذن- إذا ارتفعت معدلاتُ الطلاق وتآكَلت روابطُ الزواج القوية. الزواج مشروع يدوم على مدى الحياة وامتدادها، لذا اختر امرأةً يناسبك جمالها، وانظر أيضًا إلى ما وراء النظرات!

اسألوا من تزوجوا يخبرونَكم أن المظهر مهم جدًّا في البداية، ثم بعد البداية يتكفل اللطف والاهتمام والاحترام بإكمال المشوار! أجل كلاكما تكبران، وبكل أسفٍ تختفي نضارة الشباب، ويبقى الودّ وتبقى المحبة.

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): “أفضل نساء أمتي أصبحهنّ وجهًا وأقلهنّ مهرًا”. اختفَت آراءُ المراسيل؛ الأم والأخوات والأقارب، الآن يرى الشاب زوجته قبل عقد القرآن وتراه. أما قديمًا، فكانت الأمّ والأخت من يرى الزوجة ويصفها، وكما يقول الشاعر اختلف الوصفُ عن الحقيقة:
يا بن الكرامِ ألا تدنو فتبصر ما … قد حدثوكَ فما راءٍ كمن سمعَا

أرجو أن تكون الفكرة وصلت وهي: أنتَ من يبحث عن زوجة! أنتَ ترى فيها الجمال وتعرفه لا غيرك! أنت تعرف الجميلَ من اللباس وتعرف القبيحَ من الأشياء! إذا أحسنتَ اختيار الحسن الخارجيّ ولم تخطئ في الحسنِ الداخليّ، فأنت على خير!



error: المحتوي محمي