تَسَرُّب الوَقت

تأمٌَلِ الناس أشكالاً وأفئدةً
صدىً يعود لصوت كان قد سُمعا

 

وللأماني بقاياً فِيَّ مُثقِلةٌ
وللخيال وعودٌ تُسكِن الوجعا

 

فلا تلمني وقد أُضنيت مرتحلاً
تلك السنين فلم تظفر يَدَّيَ معا

 

وقد رأيتك ظلي فانجذبت إلى
ماضيَّ فيكَ لعل الحبل ما انقطعا

 

إني أجامل نفسي في توجسها
وفي الشتات أرى حلمي الذي انقشعا

 

أخفي اندفاعي لحلم كنت أرصده
وأحذر القدر المقضي أن يقعا

 

دعني أبوح فقد ملت تجاربنا
هذي الحياة وقد ضاق الذي اتسعا

 

وبي بقايا حنين فاض بي فعسى
يرمم الشوق ماضٍ فيك قد رجعا

 

أخلق بذي الرأي أن يبدي مشورته
ومثقل الظهر بالأحمال أن يضعا

 

وأن يواتى شراع طالما كشفت
عن نية السفر المزموع ما شُرعا

 

طال المكوث بوادٍ غير ذي أمل
والصبر لو كان محموداً هنا نفعا

 

غاب الضياء وهذا الليل قد سرحت
ذئابه تطلب القاصي الذي انقطعا

 

دعني أعود فهذا العمر ضللني
وللزمان حسام طالما قطعا

 

تسرب الوقت لم ألحظه قد سرقت
هذي الدقائق عمراً خلته ترعا

 

طال الطريق ولم ألحظ بدايته
كأن عمري عن غاياته خدعا

 

لكي أجوز المدى لابد من عُمُرٍ
من بعده عُمُرُ كالبحر مُتسعا

 

هذا مصيري والدنيا مباغتةٌ
وغفلة المرء تغويه بأن يقعا



error: المحتوي محمي