لي تَمتَمات علىٰ شَاطِئ الروح
كُلمَا وَقفتُ بِهَزيل رغَبتيِ إليكَ
وَ تَوضَأتُ من حُزنيِ لأتَلوها عَليكَ
زلّت لي قَدمُ عَزم ..
و أزالت آثَارهَا
مَوجُ ضَعف ..
.. يتلوهُ موجُ خَشية
فَتولّ بسمعكَ عنيِ ..
.. وأُوَلي بِبصري إليكَ
فَيبتلعني التيه ..
حَيثُ أنتَ ..
.. ولا حيثُ أنا
تَتَوددُ أقَدامِي حَثثياً نَحوَ ضِيائكَ الفَارع
فَتصلي عليكَ رياح حنيني
وَتتساقطُ فوقَ سقفِ لقائكَ المَثقوب
أقدامُ لهَفي عَليكَ
كَأني بكَ .. وَقدَ ضَيعتكَ الطُرق إليّ من جَديِد
كَأني بكَ .. وقَد بدأتَ بابتلاعِ أصبعكَ الخَامس
فَازددتَ عَتمة .. وانتَزعتَ بَقايَا الروح من أوراقكَ
لتُفلسَ مما تَبقىٰ من فكركَ السامي فِيها
كَأني بكَ .. وقَد خَانتكَ الظلال فَتعرىٰ لكَ ظل
أمَامَ شمسِ الحَقيقة الحَارقة ..
كَأنيِ بكَ .. وقَد جَردتني من آياتِ التُقَىٰ
فَصرتُ آتلو بكَ ذَنباً .. و أستيقظُ منكَ ندماً …
فَماذا بعد ياصديقي ..
وَقد تعرت صدورنا من كُل نسيم حَياة حَي
فَكلُ تلكَ القَاماتِ الخَرساء .. أصابها غرور العَمىٰ
تَمشي فوقَ نياطِ الجَهل مُقفرةَ الوجة مُصفرةَ اليَدين
تَلوكُ رُوحها الخَاوية من فرطِ ما أصابَها من ملل
وتزحفُ حَول قرىً نائية ..
من فرطِ ما أكلت سِباع الضلالة أجزاءها ..
وَماذَا بَعد يا مرآةَ روحي
أنقفُ حيثُ استراحَ بنا العَدم ..
و نُلقيِ ما تبقىٰ من أجزائنا للفَناء
وَ هَذهِ الروح المُولاة بأمرها
أنستصغرُ شهيةَ إرضائها ..
فتموج بنا سنين الطَاعة
فوقَ أرضِها ..
لكَ الحُزن
فَكلُ الذينَ ظَنوا أنهم بِخير ..
جَاءتهم سِهام المَنايَا
من حَيثُ لم يشَاؤوا ..
كُل الذينَ أووا إلىٰ جِبال متعهم
ابتلعهم طوفان الغَفلة
فَلتنسلخ من ذَاتيكَ الدانيِة
التي دان لِخيبتها العَالمينَ
ولتَقف عن حَمل أسفَار
قَد غَطست في جَهلك بها
ولتَمزج مَابقي من قواكَ
بِطُهر عشق تسمو بهِ نفسكَ
فَتلدُ لكَ قامةً من بهاء .!