سخّر عشرات الأطفال والفنانين والفنانات ريشتهم وألوانهم لإظهار عمق ولائهم وحبهم لوطنهم، والانتماء له عبر الرسم المباشر للوحات فنية تجسد ملامح من معالم ورموز تعكس هويتهم التي يعتزون بها على اختلاف فئاتهم العمرية.
جاء ذلك في فعالية الاحتفاء باليوم الوطني 92، التي نظمتها جماعة الفن التشكيلي بنادي الفنون التابع لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف، وذلك يوم الجمعة 23 سبتمبر 2022م، بصالة علوي الخباز للفنون بالقطيف.
ونظمت الفعالية بإشراف نائبة رئيس جماعة الفن التشكيلي الفنانة سعاد وخيك، التي بدورها تحدثت عن الفعالية على أنها إحدى الفعاليات التي تحرص الجماعة على تنظيمها للمشاركة في مناسبة وطنية غالية على أبناء الوطن المعطاء، بهدف دعم فئة البراعم الصغيرة وتشجيعهم لإظهار المواهب الفنية التي لديهم، بمشاركات رواد الفن التشكيلي من أعضاء الجماعة، لإعطائهم دافعًا قويًا لمواصلة اكتساب المهارات الفنية وصقلها من خلال المشاركة بحضور جماعي والتوجيه من فناني أعضاء جماعة الفن التشكيلي.
وذكرت وخيك أن تنفيذ اللوحات من الفنانين والفنانات بدأ بتوجيه خاص لهم بتوضيح الرؤية والهدف منها، وكان باديًا عليهم الحماس بما يحملون من شغف التجربة، والذي انعكس بتعدد المشاركات بين الرسم الحر والتلوين الذي يعبر عن الانتماء للوطن.
وكشفت الفنانة حميدة أبو تاكي من جانبها عن كواليس تنفيذ عملها الفني الذي تشكل بصورة فسيفساء فنية من ثلاثة أساليب فنية هي؛ الفن التشكيلي، الخط العربي، والزخارف الإسلامية، بألوان تعكس معاني الوطن بسيدة تحتضن مجسم للكعبة وهي مرتدية وشاحها الأخضر، بجانبها مخطوطة “هي لنا دار” بالخط العربي الأصيل، وتعلوها الزخرفة الإسلامية.
ورسمت الفنانة أبو تاكي لوحتها بحجم يتوحد فيها الطول والعرض بـ90سم، منوهةً بأنها بدأتها منذ سنة في مناسبة العيد الوطني 91، ولم تكملها بسبب انشغالها بحب وطنها الذي تجسد في تركيزها عملها كمعلمة، مرتئيةً أن يكون اليوم الوطني 92 هو المحرك لإنهائها وهذا ما حدث، من خلال إكمالها وهي تجدد ذات مشاعر حبها لوطنها قبل عام وبصورة أكبر، تعكس تفاصيل الألوان، مما منحها فرصة لتغير بعض الرموز التي تبلورت مع مرور الوقت وتغيرت مع تعدد تجاربها وخبراتها الفنية.
ووجدت الفنانة فاطمة مطر من جانبها في رسم الأماكن المقدسة بالألوان المائية، فسحة للتأمل وصفاء النفس، وهذا ما كان واضحًا في رسمتها بعد تفاصيل الحرم النبوي والمصلين فيه، والذي يمثل لها حالة من العبودية لله، معربةً عن عشقها لهذه الأماكن، وفخرها بأن تكون من بلد حاضنًا لأقدس بقاع الأرض، ويجتمع فيها الناس من جميع أنحاء العالم.
ولجأت كذلك الفنانة زهراء العلوي إلى صناديق الكرتون من الورق المقوى كخامة مناسبة لتصميم مجسم فني، مع ما تمتلك من معرفة ومهارات فنية لفن الديكوباج، الذي يعتمد على إعادة تجديد الخامات التي تحفظ سلامة البيئة من التلوث.
ولم تكن الطفلتان؛ رغد الدار وفاطمة مغيص أقل شغفًا من غيرهما من الفنانات، فبالرغم من صغر عمرهما إلا أنه كان لكل منهما اتجاه للتعبير عن حبهما لوطنهما، برسم فاطمة مغيص غابات أشجار المانجروف بالألوان الزيتية، مع ما تزخر به بيئتنا من هذه الأشجار، أما رغد الدار فكانت لوحتها خريطة للمملكة وهي تحتضن “هي لنا دار” بالألوان الخشبية، لافتة إلى أن أكثر رسوماتها الرسم بألوان الأكريليك.
واعتبر عضو جماعة الفن التشكيلي بالقطيف الفنان عبد العظيم آل شلي إحياء جماعة الفن التشكيلي بمناسبة اليوم الوطني للسنة الثانية على التوالي، هو إحياء المناسبة في ضمائر الفنانين والفنانات، والذي يدل على حرصهم ومحبتهم لوطنهم، بإظهار حسهم الفني بالرسم لمشاهدتهم إنجازات الوطن التي أثرت فيهم، ويعتزون وينتمون لها بكل فخر، شاكرًا جميع الفنانين على مشاركتهم الإثرائية، ومقدمًا شكره الخاص لمشرفة الفعالية الفنانة سعاد وخيك على جهودها المبذولة لتنظيم الفعالية.