لم يثنِ بُعد المسافة بين محافظة القطيف، وواحة سيوة بجمهورية مصر العربية، سبعة سعوديين عن الاحتفاء باليوم الوطني السعودي 92، في أجواء أخوية تثبت عمق العلاقة التي تربط شعب المملكة مع شعوب العالم كافة، والشعب المصري على وجه الخصوص.
جاء ذلك خلال ملتقى سيوة الدولي الرابع للفنون، الذي يختتم أعماله يوم الجمعة 23 سبتمبر 2022م، بعد أن امتد لخمسة أيام متتالية، وبمشاركة سبعة سعوديين، ستة من القطيف وهم؛ الرئيس السابق للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف علوي الخباز، والفنان إسماعيل والذي تصاحبه زوجته منال الأقزم، والباحث الفنان عبد الرسول الغريافي، والفنانة معصومة حمدان، والفنان شفيق أبو السعود، ومن المدينة محمد بوقس.
ونُظّم الاحتفال باليوم الوطني، بالرغم من انشغال الجميع بتنفيذ أعمالهم للمعرض الختامي، والجولات السياحية المرافقة للملتقى، الذي افتتحه الدكتور كمال صفوت بكلمة ترحيبية للجميع، مهنئًا الحضور والشعب السعودي باليوم الوطني المجيد، فيما أظهر المشاركون هويتهم الوطنية من خلال المشاركات التي قدموها.
وأكد الرئيس الشرفي للملتقى علوي الخباز في كلمته أن احتفال ملتقى سيوة باليوم الوطني السعودي هو تجسيد لروح المحبة والمودة والأخوة بين أبناء الوطن العربي، والانتماء الذي يجمع بينهم من عرق ولغة عربيين، شاكرًا الجميع على حسن الضيافة والاحتفال بالمناسبة الغالية على الجميع.
وشارك الفنان إسماعيل هجلس بفقرة تعريفية بإصداره الأخير “رواق وضوء” بوصفه نافذة معرفية، تعرف ببعض ملامح التراث والعمارة التقليدية في محافظة القطيف، منتهزًا فرصة اليوم الوطني بإهداء كتابه إلى أربعة من المشاركين في الملتقى.
وعكست الفنانة معصومة صورة الهوية الوطنية من خلال الزي الشعبي الذي ارتدته في الحفل، والحديث عن تجربتها في تنفيذ لوحتها المصنوعة من الخوص، والتي شاركت بها في الملتقى الفني، وظهرت بطول 180 ×150م تقريبًا، وتحمل شعارين مزدوجين للمملكة، وكذلك تحتوي على رموز تعكس تراث سيوة، وتبين أوجه التشابه والتقارب بينهما، منوهةً بأن اللوحة ستكون ضمن المعروضات في المعرض العام لإنتاج الفنانين في الملتقى، ومن ثم ستهدى لمحافظ سيوة.
وتحدثت معصومة حمدان عن تجربتها خلال فترة الملتقى، التي تتمثل في إكمال عملية التركيب والنسج للوحتها الفنية، والتي بدأت العمل فيها قبل رحلتها لمصر بـ4 أشهر، بالإضافة إلى التطوع لزخرفة أيادي جميع الفتيات والسيدات المشاركات في الملتقى بالنقش بالحناء باستخدام زخارف مختلفة.
وذكرت أن هذا الملتقى قد أضاف لها تجارب جديدة من حيث العمل في وسط فني واسع بين فنانين كبار، كما أضاف لها الكثير من الخبرات في مجال العمل الجماعي، وكذلك دخول عالم المعارض المتنوعة من حيث الأعمال الفنية المختلفة من رسم ونحت وأشغال يدوية.
وكشف الباحث والفنان عبد الرسول الغريافي أنه أعد ثلاث لوحات جبسية بمشاركة الفنانة معصومة حمدان، ونفذها بطريقة تعشيق الجبس بالخوص عوضًا عن الزجاج، حيث رسم ثلاثة تصميمات للوحات شكلتها معصومة بالخوص وهي؛ سفينة الخليجية اللنج، وثلاثة أهرامات، وصورة الكعبة، وصورة طفلين يحملان الدوخلة.
وانتهز الغريافي رحلته إلى واحة سيوة بإعداد دراسة بحثية مقارنة بين بيئة محافظة القطيف في المملكة، وواحة سيوة بمصر، من حيث زراعة النخيل وطرق الاستفادة منها، والعيون، وطرق بناء وتصميم البيوت.
وركز الفنان إسماعيل هجلس على تنفيذ منحوتة لمعلم منارة سيعرضها في المعرض الختامي، مع التعريف بكتابه “رواق وضوء” ورحلات التوثيق التي خاضها.
ويشار إلى أن انطلاقة ملتقى سيوة الرابع للفنون كانت بحضور رئيس مركز ومدينة سيوة محمد بكر يوسف، ورئيس لجنة سيوة بغرفة المنشآت الفندقية محمد حسن، ومدير إدارة السياحة محمد عمران جيري، فيما احتضن الملتقى عددًا كبيرًا من الفنانين والفنانات من الوطن العربي والعالم، بهدف التعريف بالجانب التاريخي والحرفي والفني والاجتماعي للمحافظة، وترسيخ تبادل الخبرات والتجارب الثقافية والفنية فيما بينهم للكثير من الفنون؛ كالفن التشكيلي، والزخرفة، والنحت والخطوط العربية، والتعريف بها وتطبيقها بشكل مباشر، ومن ثم عرضها في المعرض الختامي للملتقى، بالإضافة إلى تنظيم الجولات والزيارات للمعالم البيئية والتاريخية، والوقوف على ثقافات واحة سيوة بشكل واقعي.