لم تكتفِ الفنانة التشكيلية “سيما آل عبد الحي” بنقل لوحات عبّرت فيها عن وطنية فرشاتها، وذلك من خلال الألوان أو الخامات أو الطباعة، بل حملت معها رائحة القهوة من بلادها لتجتذب الزائرين بالهند عبر حواس البصر والشم والإحساس.
فبدعوة كريمة من السفارة السعودية في نيودلهي – الهند لحضور الحفل المقام للاحتفال باليوم الوطني السعودي 92، شاركت “آل عبد الحي” اليوم الجمعة 23 سبتمبر 2022م بعشرين لوحة من الكانفاس بمقاس (45*60 سم) خصصتها لليوم الوطني، واستخدمت فيها خامات مختلفة كالطباعة والكولاج والقهوة وألوان الإكرليك.
وعبرت لوحاتها عن معالم مهمة في المملكة العربية السعودية مثل: جبل طويق، جبل الفيل، العال، جدة التاريخية، البلد، قلعة القطيف، قلعة تاروت، القيصرية، جبل قارة، الأحساء، الدرعية، الكعبة المشرفة، مكة، المسجد النبوي، المدينة، بيوت عسير الملونة، البحر، والنخيل.
دعوة خاصة
وعن كيفية دعوتها لإقامة معرض في حفل استقبال اليوم الوطني في الهند، ذكرت “آل عبد الحي” أنه في اليوم الثالث عشر من سبتمبر تمت دعوتها لإقامة معرض شخصي عن اليوم السعودي 92 للمملكة في قاعة السفارة في نيودلهي، حيث كانت في الجانب الفني هي المشاركة الوحيدة فيه، وقد تم التواصل معها لاختيار موسيقيين وتم تزويدها بترشيحات، ولم تعرف نتيجة التواصل لانشغالها بتجهيز الأعمال الفنية، حيث كان يفصلها عن الحدث والوصول عشرة أيام فقط، والذي استطاعت إنجاز 20 عملًا خلالها.
20 لوحة وطنية
وافتتحت “آل عبد الحي” مجموعتها الوطنية بلوحات للأسرة الحاكمة، أولها كانت للمؤسس الملك عبد العزيز المغفور له -بإذن الله- مع كلمات النشيد الوطني(سارعي)، ولوحة الملك سلمان -حفظه الله- وعبارة (هي لنا دار)، ولوحة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعبارته (همة السعوديين مثل جبل طويق ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض)، مع قطعتين من السدو تتوسطان العرض بمقاس (72 *120) سم، تحمل إحداهما شعار المملكة وعبارة (أنا سعودي وأفتخر) والأخرى خريطة المملكة مع (رددي الله أكبر يا موطني) إضافة لبروشات صغيرة تحمل السيف والنخلة وجرة وجمل من الحديد.
وكما هو معروف فالسدو هو نوع من النسيج التقليدي البدوي، والمنتشر بكثرة في شبه الجزيرة العربية، وهو ما يُنسج على طراز أفقي، وهنا اختارت “آل عبد الحي” أن تنقل بعض الأعمال ورموز المملكة على قطعة أصلية حية، لتتشارك الدول ثقافاتها معًا في هذا اليوم.
ألوان المملكة
وذكرت “آل عبد الحي” أنه في جميع الأعوام السابقة كان اللون الأخضر يرفرف وهو يردد أنه لون المملكة العربية السعودية وهذا ما أشيع، ومنذ سنوات قليلة جدًا أعلنت المملكة أن اللون البنفسجي لزهرة الخزامى هو لونها الرسمي؛ لانتشاره في أغلب مساحات صحاري المملكة وخاصة منطقة الجوف في فصل الربيع، ومنذ ذلك الحين تتصدر الألوان الثلاثة؛ الأخضر والأبيض والبنفسجي شعارات المملكة المصدرة.
مرفقات
وتابعت: “ومن هنا شرفت بعض من أزهار الخزامى الهند لتكون مرافقة في العرض، مع ملابس قديمة من تراث المنطقة الشرقية مثل (رداء – ثوب نشل – السروال – الملفع وملفع النغدة – المشمر -الدسمال) وهي ملابس كانت جداتنا تلبسها في الماضي الأصيل القديم، إضافة إلى الجمل ودلة القهوة العربية التي سميت بالقهوة السعودية الآن، وبعض القفف والمراوح.
وأكملت الفنانة عرضها الفني للوطن، بعرض بعض من صور المصور نايف الضامن عن الحرف التقليدية اليدوية في منطقة القطيف؛ كالحدادة وتزيين الصناديق وصناعة السلال والمدة وغيرها من المشغولات بسعف النخيل والأسل.
هذا وقد طلبت السفارة من “آل عبد الحي” عرض مجموعة من أعمالها الأساسية بعيدًا عن الاحتفالية للحضور؛ للتعريف بماهية الأعمال والبيان الفني الخاص بها، وقد تم عرض 13 لوحة من معرض “ضريح الألوان” في الحفل أيضًا، حيث تنطلق الفنانة في هذه الأعمال من رؤية فكرية وفلسفية، فهي تعبر عن وجود الكثير من الأفكار المتناقضة، وأنه على الإنسان اختيار الفكرة الجيدة. وتشير كذلك إلى أن إدراك جمال وصفاء جملة من الأفكار يكون من خلال النظر إلى ضدها أو نقيضها، فإن الأشياء تُعرف بأضدادها.
رسالة وطن
وتحدثت “آل عبدالحي” عن رسالتها في هذه المشاركة حيث قالت: “في السنوات الأخيرة تحولت المملكة -مع العديد من التغيرات والتطورات التي طرأت عليها- إلى نجوم وليست نجمة سياحية لامعة في عيون الجميع، وأصبحت مطافًا للقاصي والداني ليشاهد بعينه الحرة التطورات على أرضها، هذا ونحن نجد في بقاعها حيوات مختلفة من الشرق عن الغرب ومن الشمال عن الجنوب وإن تشابهت فيما بينها، ومن هنا قررت أن أنقل للهند بعضًا من معالم المملكة السياحية وبعضًا من حرفها ومنسوجاتها وأشغالها اليدوية بشكل حي لتكون مرسالًا مبدئيًا يدعو للبحث والشغف أكثر بمعالمها ولون ترابها وحسه وتضاريسها والأشكال والألوان في منسوجاتها وسلالها والسدو وغيرها.
إبراز وطنية
وعن دور الفن في إبراز الوطنية أكدت أن للفنان دورًا مهمًا في إبراز الوطنية عن طريق أدواته الفنية وعن طريق الخط واللون والشكل والملمس وغيرها، فالفن سفير ولغة بين الأمم عنوانه العين في التفسير والتفكيك والتواصل بين البشر، وبين الدول.
كلمة شكر
ووجهت “آل عبد الحي” كلمة عبرت فيها عن شكرها الخاص والجزيل للسفير السعودي والمسؤول الإعلامي والقائمين على المناسبة بالسفارة السعودية بنيودلهي على اختيارهم لها كممثلة للمملكة في الفن التشكيلي، وعلى هذه الدعوة الكريمة وهذا التشريف.