أوضح المدرب ومرشد مرحلة الطفولة، حسين أحمد آل عباس، أنه يجب إلمام كل أب أو أم، أو أي شخص له علاقة بالتعامل مع الأطفال، ببرنامج إدارة سلوكيات الطفل، مشيرًا إلى أنواع السلوك وأشكاله ومؤشرات المشكلة السلوكية، والسلوك المزعج “غير المرغوب فيه”.
وطرح “آل عباس”، خلال البث المباشر عبر برنامج “إنستغرام”، يوم الأحد 11 سبتمبر 2022م، عدة تساؤلات على المتابعين لشرح إجاباتها لاحقًا، مثل: كيفية التعامل مع الطفل الخوّاف، وتغلّب الخوف على شخصيته، وكذلك ماذا نعني بالسلوك؟، معقبًا: “نعني بالسلوك الفعل الذي يصدر من طفلنا، ويشمل عاداته وتصرفاته وأفعاله وأي نشاط يصدر من منه سواء أكان فعلًا؛ نلاحظه أو نقيسه، أم نشاطًا غير ملحوظ مثل التذكر، والتخيل”.
واستعرض “آل عباس” أنواع السلوك الثلاثة؛ الإيجابي، والسلبي، والنوع الجديد المسمى بـ السلوك الإبداعي، معلقًا: “البدء بالسلام يعد سلوكًا إيجابيًا، والضرب يعد سلوكًا سلبيًا، أما السلوك الإبداعي فهو الأكثر إيجابية، وجميع الأنواع الثلاثة تحتاج إلى إدارة”.
وتحدث “آل عباس” عن كيفية معرفة المشكلة السلوكية، قائلًا: “متى نقرر أن هناك مشكلة سلوكية؟، والإجابة: في حال إذا تكررت المشكلة وكانت مزعجة لنا وللطفل وللآخرين، أو إذا كانت تعيق الطفل عن أدائه اليومي وتستنزف الروح البدنية والنفسية”، لافتًا إلى أن السلوك العابر هو أحد أشكال السلوك الذي يفتعله الطفل بشكل استثنائي يحدث لأول مرة.
وتابع: “على سبيل المثال، عندما يسمع الطفل كلمة بذيئة في الشارع أو المدرسة وجاء في المساء يكررها على مسامع أخته أو أمه، تظل الأم تبحث عن مصدر السلوك والكلمة، وهذا خطأ؛ لأنها بذلك ترسخ الكلمة عند الطفل مع أنه سلوك عابر، لذا يجب أن ننتبه كيف نتعامل مع سلوك الطفل العابر”.
وحدد “آل عباس” خطوات ذهبية لمعالجة السلوك المزعج عند الطفل، وتتمثل أولًا: في تحديد المشكلة ودراسة السلوك بدقة، وثانيًا: في معرفة الدافع، بمعنى ما الذي يدفع الطفل للسلوك المزعج؟، وثالثًا: في اختيار الإجراء السلوكي المناسب، ورابعًا: في اختبار هذا الإجراء الذي اتخذته وقياس الأثر.
وذكر كذلك عدة أسئلة لتحديد السلوك بدقة، ومنها؛ كم عمر الطفل؟، معرفة الدافع، أين تحدث المشكلة؟، متى تحدث المشكلة؟، مع من تحدث المشكلة؟، من الأشخاص الذين حاولوا المساعدة؟، ما نمط شخصية الطفل؟، وكيفية اتخاذ الإجراء السلوكي، وقياس الأثر.
ونوه “آل عباس” بأنه يجب تجاهل سلوك الطفل وليس الطفل قدر المستطاع، كما يجب ألا ننتقد شخصية الطفل أو ذاته، ولكن يمكن انتقاد سلوكه، إذا كان ناتجًا عن لفت الانتباه، أما إذا كان دافع الطفل من سلوكياته الحصول على السلطة، فلا بد من أن يتم التعامل معه من خلال الانسحاب التكتيكي والتفاوض، وليس العند أو الصراع معه على السلطة حتى لا يخضع خضوع المتمرد، حيث يقودنا هذا السلوك إلى التسلط الأبوي الذي يعد أحد أساليب التربية الخاطئة.
واختتم “آل عباس” حديثه، بنصائح في التربية السلمية قائلًا: “يجب بناء علاقة ثقة مع الطفل ليستمع إلى توجيهاتك، وحاول ألا تنتقده، وابحث عن نقاط القوة لديه وعززها دائمًا”.