كشفت الإعلامية شاذن الحايك في تقرير لها عبر قناة الإخبارية، عن نتائج استطلاع رأي للطلاب وأولياء الأمور في بداية العام الدراسي الحالي، للوقوف على مطالبات متابعة نوعية وأسعار الطعام المقدم للطلاب في المقاصف المدرسية، ليؤكد 90% من الذين شاركوا على ارتفاع الأسعار بشكل كبير جدًا.
وأوضح الاستطلاع أن 49% من أولياء الأمور والطلبة، يعتقدون أن ما يقدم من أغذية في المقاصف ليس مناسبًا لجميع الفئات العمرية، بينما يرى 85% من العينة أن إعداد الوجبات في المنزل أفضل صحيًا واقتصاديًا، وخاصة بعد الترويج مع بداية العام الدراسي الحالي لما يسمى بـ”اللانش بوكس” وهو عُلبة لاصطحاب الطعام الذي يعد منزليًا إلى مدرسة.
وأشار الاستطلاع أن 49% من أولياء الأمور الذين تم التواصل معهم أوضحوا أن العديد من الطلبة في مختلف المراحل العمرية يعانون من أمراض مزمنة مثل السكر والضغط، وأنه لم يتم التواصل معهم حول ما إذا كان أبناؤهم يعانون من هذه الأمراض، والذين تم التواصل معهم لم يكن هناك أي إجراء لاحق حول الحالة الصحية للطالب.
وكان للقناة لقاء مع اختصاصية التغذية العلاجية بمستشفى القطيف المركزي، ياسمين الصالح، للتحدث عن المزيد حول صحة الطلبة في المراحل الدراسية المختلفة.
واستهلت “الصالح” لقاءها بالحديث عن فطرة الطفل الذي يولد في الحياة لديه فضول لاكتشاف العالم، ويبدأ ذلك عن طريق الفم وخاصة حاسة التذوق، معقبة: “هذا يوضح لنا أول غريزة يبدأ بها الطفل حياته، وهي الأكل للبقاء على قيد الحياة، ونستشف من هذه الحقيقة أهمية الطعام في تكوين ونمو الطفل وتطوره الجسدي والعقلي والسلوكي”.
التغذية في المدارس
وشرحت “الصالح” ما يخص التغذية داخل المدارس، مبينة أن الأمر يتعلق بما تحتاجه كل فئة عمرية من العناصر الغذائية المهمة في كل مرحلة، فعلى سبيل المثال مرحلة الطفولة يجب أن تتضمن غذاءً يركز على الكالسيوم لنمو العظام، وتأسيسًا لمرحلة ما بعد هذا العمر، كذلك مرحلة المراهقة والتي تعد قفزة النمو عند الأطفال
أو المراهقين، يجب أن تكون التغذية فيها متوازنة وتحتوي على الكربوهيدرات.
“اللانش بوكس”
وتحدثت حول انتشار ظاهرة”اللانش بوكس” مطلع العام الدراسي الجاري، فقالت: إن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في الترويج لهذه الظاهرة، والتي صنفتها إلى إيجابية وسلبية في نفس الوقت، موضحة أنها إيجابية عندما تكون العائلة أو الأم تهتم بتوفير وجبة غذائية بها كل العناصر التي يحتاجها الطفل من كربوهيدرات وبروتينات وفواكه ودهون نافعة والتي تعد مهمة جدًا لنمو الطفل العقلي، وتصبح سلبية عندما نشاهد تنافس العوائل في وضع الحلويات والسكريات، وأنواع العصائر غير النافعة أو الضارة للأطفال، مثلما رأينا البعض على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا.
وأوضحت “الصالح” في حديثها عن اتجاه بعض الأسر لإعطاء الأطفال منتجات ألبان منزوعة أو قليلة الدهون على مدار اليوم، أن هذا الأمر ضار للطفل الذي يحتاج إلى نمو سليم على نسبة دهون متوازنة، معلقة: “نعطي أحيانًا منتجات الألبان المنزوعة من الدهون أو قليلة الدهون في حالة مصابي السمنة الكبار في العمر، أو مثلًا لمن يعاني من مشكلات صحية أخرى تؤثر نسبة الدهون عليها، لكن بالنسبة للأطفال يحتاجون لنوع من الفيتامينات الذائبة في الدهن لنمو صحي”.
السمنة والمدرسة
وتطرقت “الصالح”، إلى ما يحتاجه أطفال مرضى السمنة من الامتناع عن أكلات معينة وتوفير بدائل لها، منوهة بأن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت بشكل كثير في حل هذه المشكلة، وأيضًا الاطلاع على الكتب والمنشورات التوعوية وغيرها الكثير من البدائل؛ لإعادة صنع الغذاء منزليًا بشكل، وذلك يعتمد بشكل تام على جهد العائلة نفسها، متابعة: “هناك نقطة مهمة أول وأهم معلم للطفل هو نحن، لأن الطفل يقلد الأب والأم، فإذا التزمنا بغذاء صحي نكون قدوة له”.
الأمراض المزمنة
وأشارت إلى كيفية التعامل مع الأمراض المزمنة لدى الأطفال في المراحل الدراسية المختلفة، بقولها: “هناك مثلث للتعامل مع حالات الأمراض المزمنة مثل السكري والكلى وحساسية الغذاء وغيرها من الأمراض التي تواجه الطفل، حيث يجب أن تتواصل جميع أطراف المثلث معًا، والتي تمثل أسرة الطالب أول أطرافه ويليها المدرسة أو المؤسسة التعليمية الطرف الثاني، ثم الطرف الثالث وهي المراكز الصحية”.
نصائح
ووجهت “الصالح” في ختام حديثها عدة نصائح للأسر عند إرسال الأطفال أصحاب الأمراض المزمنة إلى المدرسة، مثل أن نضع إسورة أو توصية بالمشكلة الصحية ورقم للتواصل مع العائلة في حالة الطواريء -لا قدر الله- ؛لأخذ الإرشادات السليمة، وأيضًا التوجه للطبيب المعالج لأخذ التعليمات قبل بدء العام الدراسي.