يا أيُّها الإنسانُ لستَ بخالدٍ
في هذهِ الدُّنيا و أنتَ سترحَلُ
سَتُخلّفُ الأموالَ بعدَكَ والذي
قد كُنتَ فِيهِ لَدى التّصدُّقِ تبخَلُ
سَتُفارقُ الأهلينَ يوماً إن أتى
حتمُ المنُونِ و ليسَ عنكَ يُؤجَّلُ
و لسوفَ تعلمُ حيث كُنتَ بغفلةٍ
لكنَّما باري الورى لا يغفَلُ
و الموتُ تعلمُ لا محالَ لوقعِهِ
ماذا صنعتَ و هل بهِ تتأمَّلُ ؟!
إن كُنتَ في الدُّنيا أتيتَ بصالحٍ
فبهِ يُلاقيكَ النَّعيمُ الأفضلُ
و إذا رَكِبتَ الجُرمَ لاهٍ بالهوى
فبذاكَ ممّا قد جنيتَ تُكَبَّلُ
فلتتّخذْ زاداً يقيكَ بمحشرٍ
هَولاً تطيرُ لَهُ القلوبُ و تَذهَلُ
فانظرْ لِمَن رامَ اللقاءَ بربِّهِ
طَوعاً و جادَ بما لديهِ و يبذُلُ
ذاكَ الحُسينُ صرِيخةُ الدِّينِ الذي
بكتِ السَّماءُ دماً عليهِ و تهطِلُ
قد قطّعتهُ سيوفُ آلِ أُمَيَّةٍ
و كريمُهُ فَوْقَ الأسنّةِ يُحمَلُ
ما حالُ زينبَ مُذ رأتهُ على الثّرى
مُلقىً طريحاً و المدامعُ تهمِلُ
صرخت و نادت وا أخاهُ و ليتني
أبقى و تندبُكَ النِّساءُ الثُّكَلُ
مَن ذَا يواري جسمَكَ المُلقى على
بوغائها و عدُوّنا لا يُمهِلُ .