شخصيات دوائية «8».. الصيدلانية الجشي أم الدواء

الأمومة عاطفة جياشة يهبها الله من يستحقها في عطائه لها، والدكتورة نوال عبدالكريم الجشي -حفظها الله- نالت هذا المقام عن جدارة عند كل من عرفها، فالأمومة عندها للدواء شعور عاطفي أحبته كأحد أبنائها،فهي من نالت شهادة البكالوريوس في الصيدلة عام 1987م من إنجلترا، ولم تقف بل واصلت حتى نالت الماجستير في علم لا يقل أهمية عنه وهو السموم عام 1989م، لتصبح أول صيدلانية تنال درجة الماجستير، مما أهلها لأن تكون قادرة على رعاية المرضى بما تحمله من علم يداويهم وعلم يبعد الأخطار عنهم وكلاهما مشفوع بحنان الأم.

ولما كانت مؤهلة لدخول عالم العمل العملي الصيدلاني التحقت عام 1991م بمستشفى القطيف المركزي، والذي كانت إدارة الصيدلية فيه تحت إدارة الصيدلي عبدالعلي البحارنة والصيدلانية هنية الصدير، ومن البداية رسخت الصيدلانية الجشي مفهوم العطف والحنان لمن حولها بغض النظر عن فارق العمر الرسمي، فهي من تعطيهم الزخم العاطفي في العمل وتزيل عنهم همومه ومشكلاته وتوجد الحلول، وهذه اللمسات ظهرت جليًا في جميع أقسام الصيدلية بلا استثناء وخصوصًا مع تأسيس غير المؤسس من سياسات وبروتوكولات وإجراءات عمل، ووحدة المحاليل الوريدية والأدوية الكيميائية، والتي كانت هي الأولى في صحة الشرقية، وكان لها دور كبير في ضبط المضادات الحيوية في لجنتها على مدى ثلاثة عقود والتنسيق للجنة الصيدلة والعلاجيات وما انبثق عنها من لجان بعد ذلك؛ كلجنة الأخطاء الدوائية ولجنة مكافحة العدوى ولجنة أخلاقيات المهنة وعضوية لجنة المضادات الحيوية على مستوى صحة الشرقية.

وكان لوجود الصيدلانية هنية الصدير السند الكبير (وقد سمعت الكثير من المدح والإطراء لها من قبل الدكتورة نوال الجشي) كما ذكرنا سابقًا والذي افتقدته كثيرًا بعد انتقالها أي الدكتورة هنية إلى أرامكو، ولكن كان ذلك فرصة لإثبات الوجود وخصوصًا مع الصيدلاني علي الأحمد (أبو غازي) والدكتور صلاح بوحليقة، والذي ظهر جليًا في تواجدها في الكثير من الفعاليات العلمية بالنقطة الشرقية والرياض وحتى تبوك، والتي رافقناها إلى هناك وكانت خير أخت في السفر مع ما عانته من تعب وجهد فيه، وفي العام 2003م بتأسيس أول ندوة صيدلانية على مستوى صحة الشرقية، وبعد ذلك بالمشاركة في إعداد خمس ندوات علمية صيدلانية أخرى، وعندما تسلمت إدارة الصيدلية بعد أن أصبحت النائب خلال فترات سابقة.

عرفتها أختًا بحنان الأم في مواقف كثيرة خلال فترة عملي والتعاون بين مستشفى الدمام المركزي والقطيف المركزي، فأم سلمان هي ملجأ الصيادلة والصيدلانيات وكانت خير معين لهم. وتقاعدت بعد أن كان البذل والعطاء ديدنها خلال ثلاثين عامًا لم تبخل خلالها بتقديم ما تستطيع لخدمة المرضى، وفقها الله تعالى.

وإلى لقاء مع شخصيات دوائية.



error: المحتوي محمي