فرحة «مريم» يقتلها الألم.. و«فهد» يعيش معاناة نعمات

لا زالت حملة “نعمات” التي أطلقتها جمعية سيهات قبل عدة أشهر تحصد المزيد من الحالات المصابة بالفشل العضوي حتى وصل عدد المبلغ عنهم 30 شخصاً بين نساء ورجال، وأطفال.

وتتفاوت أعمار من يعانون المرض، كما تتنوع مساقط رؤوسهم، وتختلف الغرابة في قصصهم التي يعيشونها ويتعايشون معها تحت وطأة المرض، فحين يتوجع عبدالرحمن من الدمام، تجد زينب من صفوى تشاركه التأوه، حتى ترى دمعة من أقصى الجبيل تخرج من والد فهد الذي يقف عاجزاً أمام معاناة رضيعه ذي العشرة أشهر.

ويحكي حادي الرشيدي والد الطفل “فهد” أن رضيعه ولد بمشاكل في حالب الكلى، الأمر الذي استدعى تدخلات جراحية، لكنها لم تكن كافية لتقوم الكليتان بعملهما، وهو الآن يحتاج لكلية لإنهاء معاناته، لافتاً إلى أنه قضى معظم أيام شهوره العشرة في المستشفى لحالته الحرجة.

وناشد الرشيدي أهل الخير بالتجاوب مع طفله، مستعطفاً قلوبهم الرحيمة لإنقاذ ابنه من براثن المرض، متأملاً كأي أب أن يرى ابنه يتعافى ويكبر بين يديه.

في حين قتلت الفرحة بخطوبة مريم ذات العشرين ربيعاً  بعد أسبوع واحد من عقد قرانها، بعد شعورها بآلام حادة في قدميها ليأتي خبر إصابتها بالفشل الكلوي كالصاعقة عليها وعلى ذويها.

من جهته، أشار الدكتور نايف الدبيس مسؤول “نعمات” إلى أن المسؤولية الملقاة على عاتق الحملة أصبح أكبر، وهو يستدعي أن يقوم المجتمع بتلقفها للخروج بأقل الخسائر البشرية في ظل تزايد أعداد المسجلين على قوائم الزراعة في مستشفيات المملكة، مشيراً إلى أن “نعمات” اليوم لم تعد ذات نطاق محدود، فالمصابون من مختلف المناطق، تعلقوا بالأمل بعد نجاح 4 عمليات زراعة.

وقال ” سنقوم بافتتاح مكتب لتنسيق التبرع بالأعضاء، يكون الصلة بين المتبرعين المحتملين، والجهات المختصة لتسهيل إجراءات التبرع، إلا أن ذلك غير كافٍ مالم يكن هنالك متجاوبين يؤثرون على أنفسهم، كما فعل أبطالنا السابقين “.

يشار إلى أن حملة “نعمات” انطلقت في نهاية ديسمبر الماضي لتنشيط التبرع بالأعضاء، وانتهت بالحصول على كلى من البطل ياسر آل راشد للسيدة نعمات التي ظلت تعاني الفشل الكلوي على مدى خمس سنوات.


error: المحتوي محمي