الأسلوب

كثير من الناس لا تربطنا بهم علاقة شخصية أو نسب لكن أسلوبهم الجميل في التعامل جعلنا لا ننساهم، الأسلوب هو فن قليل من الناس في جميع الأزمان من يملكه ربما يكون في البعض ملكه منذ ولادته ويكون في البعض الآخر من نشأته من خلال ممارسة الأبوين لذلك وفي أشخاص من خلال مخالطتهم مع الآخرين عندما يكبرون.

من هنا أذكر قصة حدثت لي قبل سنوات كنا مجموعة أخوات ندرس أحكام تجويد القرآن الكريم في الجزء الأول من الدورة درسنا أستاذ فاضل وأخ كريم في أسلوبه وتعامله عبر البروجكتر والأسئلة كانت عبر المايك لكن الجزء الثاني من الدورة حضر لنا أخت لا أذكر حتى اسمها من أجل إكمال باقي الدروس لكن فرقًا كبيرًا في الأسلوب، فهي تعاملنا مثل طلاب المدرسة الابتدائية رغم أننا كنا أكبر منها والبعض أكبر مني يعني ربما يكنّ في سن أمها لكن مع الأسف لم تحترم فينا أحدًا إذا غلط.

أنا لا أذكر القصة متحاملة عليها لأني حتى لو رأيتها اليوم لا أذكرها لأنها خارج منطقتنا أنا أذكرها فقط من أجل أسلوب التعامل وأنها مدرسة قرآن؛ إذن هي تقرأ القرآن وكم مر عليها تمجيد الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} (إلى آخر الآية)، ويقول تعالى في آية أخرى ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ إذن أليس الأحرى بنا أن نسير على نهج نبينا وآله الكرام صلوات الله عليهم أجمعين؟ صحيح أننا لسنا معصومين من الخطأ فنحن بشر عاديون ربما تصدر منا شاردة وواردة في الأسلوب لا تعجب الغير لكن نحاول قدر المستطاع أن نتعامل مع الغير بأسلوب المجاز لا بأسلوب التعالي والتكبر، فكم من بيوت هدمت وأسر وأخوة وجيران تباعدوا بسبب أسلوب التعامل الفظ فيما بينهم.

من هنا أقول لي ولكم ما أجمل الابتسامة والكلمة الطيبة في وجه أخيك وفي وجه الناس عامة سواء أكنت تعرفهم أم لا تعرفهم لأنه هذا يجعل من يراك يترحم على من رباك.



error: المحتوي محمي