سَيَبْقَىْ بِهَا مَا بَنَاهُ الْجُدُوْدُ

بَلَادِيْ مَلَكْتِ بِقَلْبِيْ هِيَامَا
وَصُغْتُ إِلَيْكِ ضُرُوْبًا خِتَامَا

 

دَرِبْتُ عَلَىْ مَا نَمَاهُ طِلَالٌ
وَبَانَتْ رُبُوْعٌ بَنَتْهَا كِرَامَا

 

وَنَالَتْ بِهَا مَا حَوَتْ مِنْ كِبَارٍ
وَشَدَّتْ بِرَفَعٍ وَكَانَتْ حِزَامَا

 

شَمَمْتُ هَوَاهَا وَقَرَّتْ عَلَيْهَا
عُزُوْمٌ وَمُدَّتْ بِمَاضٍ قِدَامَا

 

وَبَاتَتْ تَحُوْمُ عَلَيْهَا سِمَاتٌ
تَعَالَتْ بِهَا مِنْ عَلِيٍّ مَقَامَا

 

وَصَاغَتْ شَبَابًا بِعِلْمٍ تَبَارَوا
بِمَا كَانَ مِنْهُمْ وَحَازُوا حُسَامَا

 

وَكَمْ جَاوَبَتْ مِنْ شُجُوْنٍ طَوَتْهَا
عَلَىْ مَا حَذَاهَا بِفَجْرٍ حَمَامَا

 

وَهَزَّتْ قِفَارٌ بِمَا قَدْ حَوَتْهُ
تَنَادَتْ لِمَا حَلَّ فِيْهَا يَتَامَا

 

فَيَا مَوْطِنًا قَدْ رَعَاهُ رِجَالٌ
حَوَاهُمْ رُفَاتًا خَفَاهُمْ نِيَامَا

 

عَشِقْتُ نَخِيْلًا عَلَيْهَا رَدَاهَا
زَمَانٌ بِوَضْعٍ تَرَاءَتْ رُكَامَا

 

وَغَارَتْ عُيُوْنٌ مَنَاهَا هَمَالٌ
عَسَاهَا تَعُوْدُ كَسَاهَا حِطَامَا

 

سَيَبْقَىْ بِهَا مَا بَنَاهُ الْجُدُوْدُ
مَنَارًا بِرَفْدٍ يَجُوْلُ قِيَامَا

 

عَبَرْتُ جُسُوْرًا ثَرَاهَا شُمُوْخٌ
تَبَاهَتْ بِفَخْرٍ عَلَاهَا سَنَامَا

 

وَأَبْدَتْ بِمَا كَانَ مِنْهَا وَمَالَتْ
إِلَىْ مَا سَقَاهَا بِفَهْمٍ تَمَامَا



error: المحتوي محمي