بصوت وأسلوب ومهارة خطابية تعكس أثر واقعة الطف، وظلالها على تجاربهن في الرثاء، وقفت 13 خطيبةً أمام 100 سيدة، على منصة الملتقى الحسيني النسائي العاشر لعام 1444هـ، بمجلس سدرة المنتهى بالقطيف، لتقديم خطب مُعدة في مدة لا تتجاوز 3 إلى 7 دقائق.
وأُلقيت الخطب بصورة تتابعية ومكتملة الأركان، من مقدمة ومحتوى وخاتمة، بما تتضمن من اقتباسات، وتشبيهات، واستدلالات بالشواهد التاريخية، ألهبت مشاعر المستمعات.
وأكدت فيها المشاركات على أهمية التمسك بالقيم والمبادئ الأخلاقية التي دعا لها أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وتجسد تطبيقهم لها في واقعة كربلاء.
واستهل الملتقى أولى فقراته بتلاوة عطرة من كتاب الله الكريم للقارئة إيثار السويكت، بعدها تسلمت دور العريفة بالترحيب بالحضور وشكرهن على تلبية الدعوة.
وألقت إيمان الجيراني كلمة نيابة عن المنظمين بطرح عدة تساؤلات وهي؛ لماذا اخترتِ التحدث؟ ما الذي حرككِ للمشاركة؟ وما دافعكِ للحضور؟ وأي مصابٍ كان؟، معقبة: “إن حادثة الطف حدث استثنائي في ألمه، فَجُعل لنا عَبرة، ومميزًا في معانيه فمنحنا عِبرة، ومن مزيج هذا وذاك صار عشقًا يغذينا، يدفعنا، يحفزنا، ويحركنا تجاه كل شيء يمكن تقديمه لأجله”.
وأضافت: “وها هنا تقف الخطيبة للتحدث عما رأت حين اقتربت من معنى عاشوراء الحسين (ع)، وهناك من المشاركات والمنظمات اللاتي تندفعن للخدمة بمجرد ذكره”، وبعدها عرضت عبر العرض المرئي كلمة لمؤسسة الملتقى الحسيني الخطيبة السيدة حميدة الجراش.
وشارك في تقديم الخطب المُعدة 7 خطيبات، بدأتهن فاطمة المعلم بخطبة “سُلوة”، وبعدها بصورة متتابعة؛ نصرة القفاص بخطبة “صوت الحسين”، وكريمة آل صباخ “فلنوقف السهام”، وزينب مغيص “أمانًا لم أدركهُ”، وقباء نور الدين “بنوره سائرين”، وفاطمة الصفار “خائفًا”، وأخيرًا الخطيبة فاطمة البوقرين بخطبة “القربان”.
وتوزعت الخطب القصيرة بين 6 خطيبات أجابت كل منهن على السؤال المطروح عليهن “كربلاء مليئة بالحكايا حديثنا عن واحدة منها؟” حيث أجبن بخطبة لا تتجاوز 3 دقائق، ولا تقل عن دقيقتين، شاركت فيها الخطيبات؛ زينب الشعبان، وخلود آل سعيد، وزينب المحمد.
وخُصص سؤال: لبيك ياحسين، كيف نكون من الملبين؟ للخطيبة عفيفة آل سالم، أما الخطيبة فاطمة الفريد فكانت خطبتها ردًا على سؤال: ما رأيت أصحابًا أوفى من أصحابي، فكيف نكون من الأوفى؟ وختمت الخطب جنة آل ربح بوقفة حول سؤال: من المشاعر المستلهمة من واقعة الطف “العطف” في أي من مواقف عاشوراء تجدينه؟
وتخللت فقرات الملتقى وقفتان هما؛ وقفة من وحي القصيد، للشاعرة شهد المبيوق بإلقاء قصيدة رثائية، ووقفة آخرى من الكاتبة نرجس الخباز تحدثت فيها عن “كتابها أحلى من العسل” وقراءة مقتطفات من صفحاته التي تحكي شذرات من مآثر القاسم بن الحسن (ع)، وتقف حول سيرته في واقعة كربلاء.
وصاحب الملتقى عدة أركان، بينها “ركن الخط العربي” بمشاركة أربع خطاطات من محافظة القطيف هن؛ سعدية الحداد، أديبة آل غنام، ناهد الحيراني، وعالية أبو شومي، عبر التعريف بالخطوط العربية وتطبيقها بخط عبارات عاشورائية، وأسماء الخطيبات المشاركات، بالإضافة إلى مشاركة مكتبة زوايا بعرض الكتب الثقافية حول واقعة الطف، ودكان يا للهدايا، بالتعريف بأعمالهن الفنية التي نفذت بصورة فنية، واختتم الملتقى بتكريم الرعاة والمنظمين المشاركين.