الإمام الحسين في دعاء عرفة المنسوب إليه، يعلم الناس في كل جيل كيفية الإقرار بالتذلل والشهادة لله بالتوحيد الخالص، وبتصديق كامل لملكه ولعظمته.
وأوضح الإمام كيف أن الله يختار الزمان والمكان لكل عبد من عبيده، وكم نحن محظوظين بهذه النعمة فلقد ولدنا ببقعة فيها ولاء وزمان قريب من الكمال.
ويوضح كيف أنعم الله علينا بأن جعل كل واحد منا كاملا بلا نقص، وسخر لنا من يقومون على رعايتنا حتى نكبر، وأعطانا من الغذاء ما نحتاج لنصبح أقوياء.
ويعلمنا كيفية دعاء الله والتسليم المطلق لأوامره، والطلب منه والإلحاح بغفران الذنوب والخطايا، التي قمنا بإقترافها بجوارحنا التي أنعم بها علينا.
ولولا ستر الله علينا لكنا لا نستطيع حماية أنفسنا من غيرنا وحتى من أقرب الناس إلينا، وقد أمهلنا وصبر على خطايانا ولا يزال يرزقنا ويعطينا الكثير.
ويعلمنا أن الله رقيب على عباده وأن إختيار الله وتدبيره أفضل الخيارات، وأن التوكل عليه والرغبة في قربه والوقوف على بابه للوصول لغفرانه ورحمته.
وفي تواضع تام يعلمنا الإمام كيفية المناجاة والدعاء بالحمد والشكر على كل النعم وعلى نصره ورزقه وإحسانه وتوفيقه وغيرهم الكثير من عطاياه ونعمه.