ولَو تَصَفَّحْتَ أَوْرَاقِي لِتَقْرَأَهَا.. رَأَيْتَ تَأَمُّلاتِي جُلّ أَوْرَاقِي
1. قد يُعوّل بَعضنا كَثيرًا على مَخزون ومَكنون مَصرِف العقل الباطن أصَالة؛ ويَغترِف مرّة مِلىء دَلوٍ مِن سَفط، سَقطِ ولَقطِ، قديم حُزَم أوراق “خريفية” جافة مُتفتّتة، قد أَكَل، على قوام صُفرتِها، الدهر وشَرِب، دُون أَنْ نكلّف أنفسنا بأبسط جَهدٍ؛ أو نتحمّل أدنى دَأْبٍ بفتح “شُبّاك” بوابة العقل الواعي المتيقظ، على مِصراعيها؛ للسماح المرحّب للحظة، بأريحية سَمحةٍ، وخِفّةٍ سّهلة؛ لنسمح بمُرور وعُبور بارقة نسمة بَاردة عَطرة وَاردة؛ تَندى بصفاء نميرِها النضّاح؛ وتَشم شذا عِطرها الفوّاح؛ وتَسعد اشتياقًا، بمقدَمِ ضِيافتها المبجّل، ثلّةٌ غامِرةٌ مِن صفّ السامِعين المنصِتين صَبابَةً، مِن حَولنا!
2. لا شيء أدوم أَثرًا، وأبقى طَللًا، مِن قول الصدق وقَبوله، في عُرض المواقف المُتأزّمة، وإنْ، كان واردُ البُوح الذاتي الصادِم، وصادق الإيضاح الشخصي الصارِم، يُماثلان ضَبّةَ مِزلاجٍ شديدةٍ، تُغلِق أبوبًا مُفتّحةً؛ لتصمّغ لاحقًا بعُصارة “الشمع الأحمر”… وفي الزاوية الأخرى القريبة تُطفَأ شُعلةُ نارٍ مُستعرةٍ بُرهةً، في أوج تأجّجها اللّظ المُلتهب؛ ليظلّ حالُ صَيرورَة الأبواب الصامدة مُوصَدةً، ويُصارُ أثر حُطام الرماد المتناثر إِلى عَبثِ هَشيمٍ ماثلٍ؛ ويؤول حاله إلى طَللِ صَريمٍ شاخصٍ، بعد انطفاء سائر جَذوة الشعلة؛ وانخماد مُعظم لهِيبها الحَارق!
3. صديق الطفولة… لقد حَان الوقت الحاسِم، وإنْ كان زِحام التوقيت الحازِم مُتأخرًا؛ لتصفِية، وتسوِية، ووَأْد أَورَاد “المواقف الطفولية” الشائكَة المكدّرَة بعد أنْ فات وقت إصلاحها، إلاّ أنَّ أوراق تسوية وترميم خلل تلك المواقف المعلّقة “الصعبة” إلى حِين، يَذوِي صَداها تِباعًا؛ ويَتساقط حُطامها طَواعيّة، يومًا، بعد يومٍ، تمامًا كتساقط رِزم أوراق الخريف المُصفرّة اليابسة؛ لتقادُم عُقودها الدميمة؛ وذُبول أشكالها المَسخ؛ ويَبقى صَفاء الوِدّ، وسَماحة السريرة، ونقاء مَشاعر نهضة الوجدان شهودَ عِيان، في أَصل دَاخِلة سَويّة الفِكر؛ وأرومة حَضورِ مَجالسٍ الذّكر؛ ومُجلجِلة في فساحة طويّة الفِكر؛ وعَالِقة رُسومها الوضّاءة في رُشد استقامة الفؤاد؛ ومِتألقة صُورها النورانية في نهج دَيمومة المودّة؛ ليبيتوا مُدلّلين مُستقرّين، رافِعي رؤوسهم أصالة، في بِطانة قاع الذاكرة، قلبًا وقالبًا!
4. لَتكُن مُفردات دِيباجة رُدُود ونُسق إهداءات إجاباتنا المتأنية المنتظرَة مَحمولةً، برفق وتؤدَه، في مُجمل طيّات شِفاه الأسئلة العفوية الموجّهة العابرة إلى مَراقِي ومَعالِي ناصية “مستقبلات” عُقولنا المتيقظة؛ لِيحظى عَطاء رَيعها الفاخر بأَسفاط حُبلى مُنتشِية مِن نبع الاستجابات الراجعة الرشيدة؛ مُتباهِية ببلاغة فحواها العابرة زهوًا، بتأشيرة مُرور سّالكة صَادرة مِن مَجاس لُباب عقلنا “الواعي” لنُواكب ونُذكّي بمعيتها البِكر، مَراقي جوهَر الحواس الشاخصة حِينئذٍ؛ لنساير ونجاري توقّد جَديد بَوتقاتهم النيّرة، أنّى شِئنا، لكَامل شَبكة “مُستيقِظات” وشَامل مُستقبِلات عقل المتلقّي، ذِهابًا وجِيئةً!
5. لِنجتهد بتهذِيب وتشذيب واضحين، لطيات قوائم مُحتوى ديباجة النقد الإيجابي الواعي تِباعًا؛ لِمخاطبة عقول الشخُوص الواعين مِن حولنا، بنَصيبِ رصيدٍ وَافرٍ مِن الترغيب؛ وقِسطٍ رَافدٍ مِن التحبيب؛ وسَهمٍ مُجزٍ مِن مهارات ثَقافةِ الإقناع الواسعةٍ، مُؤيّدة ومُسانَدة بزخمِ التشجيع المتآزِر؛ باحتواءِ فاخرً غَامرٍ؛ وإحاطةٍ مُتيقظةٍ فَطِنةٍ، لجَناب الطرف الآخر؛ لتحظى استحسانًا، فائق عُرُوضِنا الترويجية المقترحة، بنيل قَبول مُرحّب؛ وتظفر استِجوادًا، رائق مُقدّمات أحاديثنا الإغرائية المُهداة طوعًا، بقناعاتٍ عقليةٍ مُسدّدةٍ مُيسّرةٍ؛ والمذيّلة سَماحةً، بردود استجابات ذاتية راضية مُرضية!
6. وليَغمرنا حُسن الظن دَومًا، بمَعيّة ثُلّة مِن سَماحة صَفوة الشخُوص المحترمين مِن حولنا؛ ليُجلّلُنا وإيّاهم صَفاء السريرة دَيدنًا نابتًا، في صَميم وعَميم سَائر وظَاهر، جُلّ مُعاملاتِنا الحيويّة السالكة؛ وليحُلّ التآلُف أريحيّة، مّحلّ التخالُف؛ ويَعمّ الوِئام دَماثةً، بدل الخِصام؛ وتسود، بتوسعٍ وتمددٍ ذاتيين، خَصائل وفَضائل، سَلاسة نطاق دَورة جَولات الاتفاق المشهودة، بهجةً وبشاشةً شامِلتَين؛ وتَجود بميسم صِبغَاتها السائدة في شَدّ آزِرَةِ لُحمةِ الوِفاق؛ ومدّ شكِيمة رِبقةِ الائتِلاف المنظورَتين احتسابًا… بدل اجترارِ نَكسةِ التباغُض؛ واجتياح هَجمة التناقُض، في حَالك عَتمة غَفلتهما المذمومتين، سِيرةً ومَسلكًا… واللهُ مع الصابرين!