وقعت بين يدي مجموعة نثرية تتكون من عشرات النصوص النثرية الراقية الأنيقة للشاعر عقيل ناجي المسكين، وقد كتبت عنها هذه المشاعر وأنا أتنقل بين أطيافها بداية من اجتثاثه لنخلةٍ باسقة، إلى حلمٍ استدرج بالحب ليمر على ضفاف الشاطئ الجميل، يلتذ بالغرق حد الموت الأخير وصولًا إلى الخاتمة، أنفة الروح وكبرياء الكرامة.
تقع المجموعة في 104 صفحة تم طبعها في دار الإسلام للطباعة والنشر.
من هنا أنطلق للغةٍ في الخفاء، تروي غيب التفاصيل لأرحل معها في أفق بعيد، يمتد من صور عريقة يعود تاريخها إلى أقصى المشاعر،
تنغمر في الذات وتتوحد من نشيج لغة الروح إلى منتهاها.
كنت معه.. أتناغم مع طياته في لوحة فنية فريدة مطرزة بالبوح ولذة الكلمات، مع الذكريات الجميلة ابتدأت من عمق الشموخ والارتقاء به
في نخلاته الباسقة، وأصالة الخضرة والنماء وتجذرالحياة بطابعها الفريد، إلى اخضرار الروح حتى تأتي بأجمل صورها ونضج ثمارها ومعينٍ فيها لا ينضب، ثم الامتداد لعبق الماضي في السكك القديمة، للبحث عن تلك المشاعر الدفينة المتصلة بغيبيات بعيدة المدى تخرج من السكك لتنطلق في بهاء منقطع النظير في الفضاءات الرحبة وسماء تطرزها نجمات الأمل، تلوح في الأفق البعيد حاملة معها تيه الطيور المهاجرة والفراشات الناعمة، علها تعود وتحط بين يديك صورة الأمنيات والماضي..
وزقزقة من نوع مختلف تتوحد فيها الأنفاس بنكهة الحروف وعبق الورد المتناثر وغيماتها المثلى تشكلت بـ(حرير الضاد).
وأنا أسترق النظر إلى غيماتك الهاطلة
شدني إليها المجاز وهمس الكلمات
وفنٌّ يتغزل بالخيال ليولد من رحم التجديد، وصور ترفل بحفاوة التمجيد.
حرف ما سكَن مرةً إلا ليثور ألف مرة.
يغرق في نهر من المجازات ليملأ الروح بسحر المعنى ودقة التصوير، يغازل المطر فتنتشي حباته وكأنها لؤلؤ منثور على أنامل فتاة حالمة بالحب، يغريها الزمن برقة الحروف ورونقها بطريقة فنية لافته تحرك الريح رسمها، لتهب على الأغصان المنهكة فينتشي عودها وتورق من جديد.
هكذا رأيته وأكثر
حرير الضاد من أبهى المعاني
تجلى من رحيقِ الذكريات.