شخصية دوائية قيادية بما تتمتع به من الثقة بالنفس والتمكن العلمي والحزم الذي تخفي خلفه ومعه العاطفة الجياشة واللطف والخلق الرفيع.
عرفتها بعد سنتين من تخرجها في اليوم السادس من شهر جمادى الآخرة عام 1407 هـ، في كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود بالرياض في الدفعة الثانية من الصيدلانيات، وكانت أول صيدلانية سعودية توظف بمستشفى القطيف العام.
بدأت العمل في اليوم السابع عشر من شهر رجب عام 1407هـ كصيدلانية ، وبعد ستة أشهر، ولما لديها من طموح وعلامات القيادة تم تكليفها من قبل الأستاذ صالح حمد الخنيني مدير المستشفى آنذاك لتكون مسؤولة تأسيس الصيدلية بقسميها الداخلي والعيادات الخارجية بمستشفى القطيف المركزي الذي تم افتتاحه في تلك السنة.
وخلال فترة التدريب لي للتخرج في كلية الصيدلة، تدربت بمستشفى القطيف المركزي عام 1409هـ، تعرفت عن كثب بشخصيتنا الدوائية الدكتورة هنية، المسؤولة الثانية بالصيدلية والتي كانت حلقة الوصل بين إدارة الصيدلية والعاملين بها والمساعد الأول والأيمن لإدارتها أستاذنا الدكتور عبدالعلي البحارنة حفظه الله، وخلال فترة التدريب لم تكن تألو جهدا في متابعتنا أولا بأول في كل مراحل التدريب وأيضا الإشراف المباشر على ذلك والتأكد أيضا من حصولنا على المعارف والمهارات المطلوبة وهذا ما ساعدنا كثيرا في مهنة الصيدلة وأهلنا كصيادلة بعد ذلك.
ولقدراتها العلمية كانت تضع اللمسات العلمية المميزة في كل نواحي البيئة العملية الصيدلية وساعدها في ذلك وجود صيادلة مميزين آزروها في ذلك منهم – على سبيل المثال لا الحصر أستاذتنا الدكتورة نوال عبدالكريم الجشي وفقها الله تعالي، وما أنقله عنها “فمن باب الاعتراف بالحق هو إضافة اسم الدكتورة إيمان أحمد سالم التي ساندتني كثيرًا في بداياتنا في تأسيس الصيدليات في مستشفى القطيف المركزي فقد نقلنا معًا من مستشفى القطيف العام ومعًا تحول المكان من مجرد رفوف فارغة إلى صيدلية تخدم المستشفى بأقسامه المختلفة”، وساعدها أيضا التدريب التي حصلت عليه من الخدمات الصيدلانية بأرامكو مما جعل إدارة الصيدلية بمستشفى القطيف المركزي مقصدًا للصيادلة والفنيين تدريبا وعملا.
وقد التحقت بأرامكو بعد عشر سنوات من العمل الدؤوب والإخلاص والجد والتفاني والذي أثمر عن صيدلية مميزة وصيادلة وصيدلانيات وفنيين يشار إليهم بأنهم تدربوا تحت يدها، وبعد استقالتها من وزارة الصحة في الرابع والعشرين من ربيع الآخر عام 1417هـ الموافق للسابع من سبتمبر عام 1996م (العام الذي بدأ فيه مستشفى الدمام المركزي خدمات الصيدلة الداخلية)، وبدأت العمل في المركز الصحي بالظهران كصيدلانية وواصلت تقديم ما لديها من مميزات جعلتهم يثقون بقدراتها وإمكانياتها في الإشراف على الصيدلية الداخلية عام 1998م (supervisor of inpatient pharmacy) أي بعد عامين فقط من عملها معهم وأيضا في الإشراف على قسم تحضير المحاليل الوريدية(IV preparation) والتي كان لها باع طويل فيه خلال عملها بوزارة الصحة وتأسيسها له بمستشفى القطيف المركزي، واستمرت هذه المسؤولية حتى عام 2011م، وقد التقيت بها أكثر من مرة في مقر عملها في أرامكو وكانت ولا تزال الصيدلانية المميزة المعطاءة بكل ما لديها من قدرات وإمكانيات، وهذا ما جعلهم يوكلون إليها مسؤولية التدريب والسلامة لصيدليات أرامكو (training and safety cooardinatore)، وهذا المنصب لا يناله إلا من لديه الثقة العالية والإمكانيات العلمية والاطلاع والإحاطة بجميع مهام وأعمال صيدليات أرامكو ونظمها وسياساتها.
وفي عام 2017م تقاعدت من العمل الميداني الصيدلاني بعد ثلاثين عامًا من العطاء والبذل والإخلاص وهي لنا الآن مرجع في الصيدلة وملجأ للاستشارات والنصح.
فلها كل التقدير وما هذه المقالة إلا هدية متواضعة نقدمها -نحن الصيادلة والصيدلانيات والفنيين- لأستاذتنا الدكتورة هنية عبدالله الصدير يحفظها الله تعالى.
إلى لقاء مع شخصيات دوائية.