رسائل التواصل المكررة من يربح ومن يكسب؟!

في المبدأ الرأسمالي جملةٌ واحدة تلخص الاقتصادَ الفردي: لا وجبةَ غذاء بالمجان! ونحن نظنّ لحسنِ سريرتنا أن تطبيقات الهواتف الذكية مجانية وبالتالي: الشيء المجانيّ أكثر منها! الحقيقة الصادمة هي: لا يمكنك الحصول على شيءٍ مرغوب فيه، أو ذي قيمة، دون الاضطرار إلى دفع ثمنه بطريقةٍ ما. كلما أكثرنا من تكرار الرسائل ازدادَ رصيدُ شخص آخر!

إذا كنت تظن أن تطبيقات وسائل التواصل مجانيَّة فأنت واهم! أنت تنفق العمر والمال وآخر رابح؛ يسكن القصور، يجمع مليارات الدولارات ويملأ المصارف بالأموال! ثرواتهم تقدر بمئات المليارات!

لدى تطبيق “WhatsApp” ٢ مليار مستخدم نشط في جميع أنحاءِ العالم! تم تصنيف WhatsApp على أنه تطبيق المراسلة للجوال الأكثر استخدامًا في العالم! يتم إرسال أكثر من ١٠٠ مليار رسالة يوميًا عبر WhatsApp! يقضي مستخدم WhatsApp العادي ٣٨ دقيقة يوميًا على التطبيق لمستخدمي Android! الهند لديها أكبر عدد من المستخدمين النشطين شهريًا على WhatsApp (٣٩٠،١ مليون مستخدم)!

في هذه الآونة انشغل المتقاعدون -على الخصوص- وغيرهم بوسائل التواصل الاجتماعي، الحقّ يقال في بعضها منفعة كبيرة جدًّا وفي أكثرها “غثاثة”. إعادة إرسال الرسائل والمقاطع الهزيلة، وكل من هبّ ودبّ، لمن تصلح له ولمن لا تصلح له يعدّ من الغثاثة!

أغلبنا، إن لم يكن كلنا، ندفع من وقتنا أكثر من ٣٨ دقيقة -ساعات يوميًّا- في إعادة إرسال وتدوير كمٍّ كبير من الرسائل والمقاطع، بعضها مفيد، لكن أغلبها مكرور وخالٍ من الدسم. وقت يمكن استخدامه في الراحة، الرياضة، القراءة، أو بذل جهدٍ شخصيّ في إنتاج بعض الموادّ النافعة ومشاركتها الأصدقاء، أفضل من تدوير الرسائل القادمة من كلّ الجهات!

تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي تربط بين الناس اجتماعيًا، ومفيدة لأصحاب الأعمال والمؤسسات الصغيرة، إلا أن استخدامها يستهلك الوقت خصوصًا عندما تكثر المجموعات الكبيرة التي تضمّ عشرات الأشخاص، ويتكرر إرسال مواد ذات قيمة صغيرة!

الفكرة من الخاطرة هي: تطبيقات التواصل مفيدةٌ جدًا، لكنها ليست مجانًا! وما دمنا ندفع لها ثمنًا عاليًا -عمرنا ووقتنا- من الأفضل استرداد جزءٍ من هذا الثمن في استخدامها في العمل والتواصل المفيد وزيادة الإنتاج الفردي، المالي والفكري على حد سواء!

من السهل جدًّا أن يكسب الشبان والشابات أموالًا جيدة بواسطة التطبيقات! أن نسوّق ثقافة فكر عالية! وأن ننتج الثقافة بأنفسنا عوضًا عن تدويرها وتكرار إرسالها!



error: المحتوي محمي