روي عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: من عامل الناس بالمسامحة استمتع بصحبتهم.
ما أن يقترب يوم عرفة حتى نرى وسائل التواصل الاجتماعي تضج بعبارة (سامحوني) و كم هو جميل أن يبادر الإنسان لطلب المسامحة من أخيه الإنسان فهذا دليل على طيبة النفس و عودتها لفطرتها السليمة.
ولكن يبقى السؤال لماذ في هذا الوقت نطلب المسامحة؟ أين نحن قبل هذا اليوم ..
لماذا تركنا الغل و الحقد يعشعش في نفوسنا أياما أو شهورا …
عندما تتألم من مرض ما فأنك بلا شك ستذهب إلى الطبيب المختص حتى لا يتفاقم هذا المرض و يصعب علاجه. .. هكذا هي الحالة النفسية و التعامل مع الناس … مجرد الاختلاف مع أي إنسان قد يؤذي بنا إلى التخاصم و التباعد و الهجران، فإن لم نبادر إلى اقتلاع بذرته الأولى من خلال التفاهم و معرفة الأسباب الحقيقية لهذا التخاصم و من ثم الإقرار و الاعتراف بالخطأ ، فإن خط العودة يكون صعبا نوعا ما…
وكلما طال الهجران فإنه يولد العديد من الأمراض النفسية ف (الحقود لا راحة له) و (الغل داء القلوب) و (ما انكد عيش الحقود) كما روي عن الإمام علي عليه السلام.
لذا كن مبادرا للعفو عمن ظلمك، يقول الإمام علي عليه السلام: يعجبني الرجل أن يعفو عمن ظلمه.
و عليك بالتجاوز مطبقا قول الإمام علي عليه السلام :تجاوز عن الزلل، وأقل العثرات ترفع لك الدرجات.
ولا يكن خلقك الجفاء فكما يقول الإمام علي عليه السلام:الجفاء شين.
التسامح ثقافة نحتاجها جميعا في كل الأوقات ومع كل الناس.
نحن نحتاج إلى التسامح مع:
أفراد العائلة جميعهم
الزوج مع زوجته
الجار مع جاره
الصديق مع صديقه
الموظف مع زميله
لتكن هذه الثقافة هي السائدة بين صفوف أبناء المجتمع.
يوم عرفة يوم التسامح
نعم ليكن يوم عرفة هو يوم التسامح … راجع علاقاتك مع الناس .. قرر أن تتصالح مع من هجرته… قرر أن تبدأ صفحة جديدة شعارها المحبة … خالية من الحقد و الهجران…
إذا أردت أن يصعد الدعاء إلى عنان السماء فكن متصالحا متسامحا مع الناس بشكل دائم و ليس مؤقتا.