من الجارودية.. بعد عشر سنوات في صحبة الكاميرا.. فيصل هجول يصدر «من طيور السعودية».. أطّر 269 نوعًا بينها 170 في القطيف

أطّر الفوتوغرافي “فيصل علي هجول” 269 نوعًا من طيور المملكة العربية السعودية في 333 صفحة رقمية، ضمن إصداره الجديد “من طيور السعودية”، بعد رحلة طاردت فيها كاميرته مختلف أنواع الطيور في عديد من مناطق المملكة على مدى 10 سنوات، وتحديدًا منذ عام 2011م على أقل تقدير.

واحتوى الإصدار صورًا لأنواع مختلفة من الطيور، يبدأ كل قسم منه بفاصل افتتاحي لكل عائلة من عوائل ذات الريش، تحمل نماذج توضيحية للأنواع الخاصة بالعائلة واسم العائلة علميًا وكذلك اسمها باللغة الإنجليزية.

ونوه “هجول”، -في مستهل كتابه- بسعيه لاختيار أفضل الصور، مراعيًا الجانبين التصنيفي والفني، مشيرًا إلى أنه لم يوفق في ذلك دائمًا؛ لعدم وجود صور بهذا المعيار لبعض الطيور وهي قليلة، كما نوه أيضًا بأن بعض الطيور قد تكون متشابهة في الشكل الظاهري، ويصعب التفريق بينها وبين النوع المماثل لها، مما اضطره لاعتماد التصنيف على أساس التوزيع الجغرافي.

وفي هذا المحتوى الرقمي، حاول “هجول” أن يجمع كل الطيور التي تمكن من رصدها وتصويرها داخل المملكة العربية السعودية، ولا شك أن الكثير من العقبات حالت دون وصوله لمبتغاه، وعن ذلك قال:” على مدار أكثر من عشر سنوات من المراقبة ومتابعة التصوير، كان بالإمكان أن يكون أفضل مما كان من ناحية الحصيلة الإجمالية لعدد الطيور المرصودة والمصورة معًا، لكن هذا مشروط بالسفر والتنقل بين مناطق المملكة، واختيار التوقيت الصحيح لكل منطقة، وأن تكون الكاميرا برفقتك دائمًا، وألا توجد موانع للحصول على صورة مرضية أو على الأقل توثيقية لأي طير تتمكن من رصده، وبالطبع هذا ليس ممكنًا دائمًا”.

محلقة في القطيف
إصدار “من طيور السعودية”، سكن صفحاته 170 نوعًا تم رصدها في القطيف، وحول طيور المنطقة، قال الفوتوغرافي فيصل لـ«القطيف اليوم»: “لابد من أن نشير إلى أن الطيور التي تصل القطيف تفوق هذا العدد، وأظنه يقارب 200 نوع، إن لم يكن أكثر، إلا أنني لم أوفق في توثيقها جميعًا؛ فالقطيف تتميز بوجود نقاط مهمة جدًا للطيور أبرزها تاروت، وما يحظى به البحر هناك من أنواع كثيرة.

في الجارودية.. رصد نادر
من بين مئات الطيور التي ضمّنها “هجول” إصداره الجديد، كان لطائر الحمروش أبيض الكتف “حميراء كتفاء” وهو يعد من الطيور القليلة النادر تواجدها، ولها نصيب في أن تكون بين صفحات الإصدار، وقد رصدها في القطيف وتحديدًا في الجارودية، وبالرغم من ذلك فإنه فنّد خلال حديثه لـ«القطيف اليوم»، مسمى “طائر نادر”، موضحًا ذلك بقوله: “ما هو نادر في منطقة ما، ربما يكون شائعًا في منطقة أخرى وبالتالي لا أستطيع القول بأنني رصدت طيورًا نادرة على مستوى المملكة ككل”.

وأضاف: “الطيور الأصعب في رصدها هي الطيور الطارئة والنادرة، أي أنها -أساسًا- ليست ضمن الطيور المنتظم مرورها في المملكة لكنه تم تسجيله كتسجيل طارئ وقد يكون تسجيلًا واحدًا فقط أو قد يكون تسجيلًا نادرًا وهو ما فوق 10 مشاهدات.

الرصد شبه المستحيل
تنقل بعض المواقع أن عدد الطيور في المملكة يقارب الـ500 نوع قد يقل أو يزيد حسب اختلاف النقل، وقد اقترب “فيصل” من توثيق 50% منها، وعن الأسباب في عدم رصده أقرب عدد لجميع الأنواع، أكد “هجول” أنه من شبه المستحيل إن لم يكن مستحيلًا أن يرصد أي شخص جميع الأنواع المسجلة في أي منطقة، وليس في المملكة فقط.

وأرجع ذلك إلى ما أسماه “حالة الطير”، مفصلًا أن الطيور تنقسم إلى أكثر من حالة من ناحية الهجرة والإقامة، فبعضها مثلًا مقيم وشائع، مشيرًا إلى أن هذا القسم هو أسهل الأنواع للرصد كالحمام الدبسي مثلًا والعصفور الدوري، وهما نوعان شائعان في أغلب البيئات والمناطق.

وأضاف: “هناك أنواع تظهر فقط في فصل الصيف أو الشتاء، وتسمى زائرة صيفية أو زائرة شتوية، وهاتان الحالتان تتطلبان أن ترصدها بحسب وقتها، وكذلك المنطقة؛ بمعنى أنه لترصدها يجب أن تكون في الوقت المناسب والمكان المناسب”.

ومضى في حديثه: “لدينا أيضًا الطيور المهاجرة العابرة، التي لا تمكث إلا أيامًا قليلة جدًا، ومثل هذه الطيور لترصدها يجب أن تكون متواجدًا خلال وقت عبورها”.

وتابع: “أيضًا بعض الطيور تكون خاصة بمنطقة جغرافية محدودة، وإذا أردنا رصدها فلا سبيل لذلك إلا السفر، وكما تعلمون فإن وطننا ذو مساحة واسعة، والتنقل من منطقة إلى منطقة يحتاج إلى جهد ووقت”.

واستدرك بعد استعراض الأسباب، بقوله: “مع ذلك أرى أن العدد الذي وصلت إليه لا بأس به ومرضٍ، خلال هذه الفترة الزمنية، وسأسعى خلال الفترات القادمة للتخطيط لزيادة الحصيلة”.

صعوبات الفرز والاختيار
وتحدث “هجول” عن الصعوبات التي صادفته خلال مراحل إصدار محتواه الرقمي، مشيرًا إلى أن أصعبها كان فرز الأرشيف والتصنيف والاختيار بعد الفكرة، حيث كان عليه أولًا أن يعود لأرشيفه منذ عام 2011م، ويبدأ في تصنيف الطيور ليتأكد من العدد المرصود.

وأشار إلى أنه بعد صعوبة الفرز، تأتي صعوبة اختيار الصور من بين عشرات الصور لنفس الطائر، موضحًا ذلك بقوله: “في الوقت الذي أبحث فيه عن دقة الصورة وجودتها أبحث عن الطير الذي يعطي دلالة تصنيفية وتكون زاويته والعلامات التصنيفية واضحة ومميزة بينه وبين النوع الآخر”.

صور وأسماء
وتميز إصدار الفوتوغرافي “هجول” بأنه إصدار مصور، يضم صورًا للطيور مع أسمائها كما أسلفنا، ولم يدرج معها أي معلومة حول تلك الطيور، وحول ذلك قال: “صعب جدًا أن تُدرج معلومات عن كل طائر في محتوى واحد، وذلك بالنظر للعدد الكبير للطيور، فمن ناحية سيكون المحتوى كبيرًا جدًا جدًا، ومن ناحية أخرى فالموضوع يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين”.

واسترسل في حديثه: “والسبب الأهم أننا نتحدث عن طيور السعودية، وبالتالي لا يمكن مثلًا توصيف الطير على أنه مهاجر أو مقيم أو زائر؛ فبعض الطيور تكون عابرة في القطيف وزائرة في مناطق أخرى فهنا مشكلة في التوصيف، فالإصدارات الخاصة بمنطقة محددة مثلًا أو بعائلة معينة من الطيور بالإمكان التوصيف فيها، كما كان ذلك في إصدار الأبالق”.

من إصداراته
تزخر مسيرة عضو مجموعة رصد وحماية الطيور بالمنطقة الشرقية، بعدد من الإصدارات التي سبقت إصداره الجديد، وهي ألبوم مصور خاص بعائلة البوم العقابي الفرعوني، وإصدار طيور شاطئ وبحر القطيف “بمعية المصور عبد الله الشيخ حسين”، وإصدار الطيور الخواضة، وإصدار عائلة الأبالق.

لمتابعة المحتوى: (هنا).




error: المحتوي محمي