قال تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:3] وقوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: 1]، من منطلق الآيات الكريمة، هناك أمر إلهي بأهمية القراءة والكتابة؛ إذ القراءة والكتابة بحر زاخر باللآلئ، يحتاج لغواص ماهر، كي يستطيع استخراجها من عمق الكتاب أو ما تسطره الأقلام في الورق.
من هنا، أقول رأيي: ما أجمل ما يكتب في صفحة أدب ورأي في «القطيف اليوم» لديها مساحة واسعة لجميع الكتاب، وكل كاتب له أسلوبه في الكتابة سواء الموضوع كان تاريخيًا أو اجتماعيًا أو تربويًا أو صحيًا أو رياضيًا، وكل قارئ حسب ميوله في الموضوع الذي يستهويه، هناك بعض الكتاب لديهم القدرة على تنويع الموضوعات، لأن الكتابة فن والقراءة فن مثل رسم اللوحة الفنية وتذوقها.
من هنا أقول: بغض النظر عن جنس الكاتب أو القارئ، القراءة والكتابه ليس لها مستوى أكاديمي معين أو دراسة معينة؛ المهندس والدكتور والمدرس وطالب العلوم الدينية والتلميذ وحتى ربة البيت، كلٌّ يستطيع أن يكتب حسب ثقافته، وأيضًا ليست القراءة أو الكتابة لها عمر معين سواء كنت -أيها الكاتب- دون سن العشرين أو فوق السبعين تستطيع أن تكتب وكلٌّ له نظرته في الحياة وتوجهه في نوع الكتابة والقراءة، ومن هنا من خلال تجربتي في الحياة وكتشجيع للآخرين، أقول: إنني أحب القراءة والكتابة سواء في الصحف الإلكترونية أو الكتب الورقية على الرغم من تفضيلي للورقية.
كما أنني محب أيضًا للأسفار، فلا تعيق نفسك بالتحسر على ما فات، اقرأ تعلم لغة تحبها، شارك الآخرين أفراحهم وأحزانهم، سافر لتكتسب معارف، اخرج من قوقعة نفسك، حاورها، فكر بالمفيد لك ولغيرك؛ فالله سبحانه يقول في كتاب العزيز: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:251] إذن، إذا كنت لا تستطيع السفر سافر في الكتب اقرأ لأن القراءة تنقلك إلى عالم رحب واسع، فلا تحسب نفسك قليل الشأن، وأختم بمقولة للإمام علي (ع):
دواؤك فيكَ وَما تُبصِرُ
وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ
أَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغير
وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَرُ