عرّفت 6 مثقفات صحيات 70 سيدةً بكيفية الحصول على الدعم الصحي والنفسي والذهني، والتأكيد على أهمية المتابعة والتثقيف الصحي للمرأة قبل وخلال فترة الحمل، مع إدراك المرأة وضعها الصحي؛ لكي تنعم بولادة طبيعية غريزية، بعد رحلة حمل آمنة تجني أثرها، بالمحافظة على صحتها وإنجاب مولود متعافٍ وبكامل صحته.
جاء ذلك خلال اللقاء التثقيفي “رحلتك نحو ولادة آمنة وطبيعية”، والمنظم من “فريق مبادرة الدولا” والذي استهدف السيدات اللواتي يخططن للحمل، والحوامل، والسيدات اللواتي خضعن لعملية أو عمليتين قيصريتين ولديهن رغبة -مستقبلًا- في ولادة طبيعية، وذلك يوم السبت 23 يوليو 2022م، في قاعة كونفيتي لاند بسيهات.
فريق متكامل
ونُفذ من فريق متكامل يتكون من دولات للتثقيف حول الحمل والولادة وقابلة، وهن؛ منى المرهون، زهراء الطويل، بتول السعيدي، زينب آل يعقوب، هبة آل قمبر، والدكتورة غنيمة الزاهر، بالتعاون مع آلاء أبو تاكي، وشيماء المسجن، بهدف تشجيع السيدات على اتخاذ دور فعّال خلال الحمل والولادة، وتوجيههن نحو رحلة الاستعداد النفسي والذهني والجسدي، والتي تساعدهن في فهم جسمهن وكيفية الانسجام معه خلال رحلة الأمومة، بالإضافة إلى التعرف على تجارب غيرهن خلال رحلة الأمومة، وتبادل الخبرات المعرفية فيما بينهن.
نظرة تاريخية على الدولا
استهلت اختصاصية المختبرات ومعلمة الولادة الطبيعية والدولا “زهراء الطويل” فقرات اللقاء بإعطاء الحاضرات نظرة تاريخية عن الحمل والولادة، التي يمكن أن تكون طبيعية، قليلة المخاطر، معتبرةً الولادة حدثًا طبيعيًا في حياة المرأة، ولسنوات طويلة كان حدثًا اجتماعيًا وشأنًا خاصًا بالنساء، يحمل الكثير من العادات والتقاليد، حيث كانت قصة الولادة لها من المعاني الكثير.
ونوهت بدور تناقل التجارب عبر الأجيال بين الجدات والأمهات والبنات، والذي أسهم كثيرًا في اكتساب المعلومات والخبرات عن الشؤون النسائية والحياتية أيضا، إلا أنه مع مرور الزمن أوجد معتقدات دخيلة على الولادة الطبيعية، سببها؛ الثورة الصناعية التي أوجدت اختراع الأدوات والتسويق لها على أنها تسهل الولادة، وأصبحت التدخلات من الأطباء الذكور أمرًا روتينيًا ومسلمًا به، ودليلًا على الصحوة الطبية.
ما برنامج الدولا؟
وعرفت الدولا “البتول السعيدي” ببرنامج Amani Birth الذي ينفذ بمساندة مجموعة من الدولات وعلى مراحل، ويسهم في مساعدة الأمهات في القيام بولادة طبيعية غريزية، ويتوزع بين مساعدة الأم لمعرفة احتياجاتها أثناء الحمل، والمخاض والولادة، والتعريف بدور فريق الولادة، وعليه إعداد خطة الولادة، أما الأمهات؛ فيتم تعريفهن بفسيولوجيا الحمل، ومراحل الحمل، وتقديم نظرة شاملة على المخاض والولادة، والرعاية بعد الولادة، ثم المساندة على القيام بالولادة؛ من خلال ممارسة الرياضة، والتغذية الصحية أثناء الحمل، ووضعيات الولادة، ثم التدرب على المخاض، وعليه التعرف على دور الهرمونات أثناء الحمل والمخاض والولادة، وحماية بيئة الولادة، ويختتم بالرضاعة الطبيعية والعناية بالمولود.
الدولا رفيقة الأم
من جانبها أكدت مرشدة الرضاعة الطبيعية وصاحبة حساب “دولا منى” والقابلة ومدربة النساء والولادة، دولا رفيقة الولادة “منى المرهون” على دور الدولا التي تكون رفيقة للأم في مراحل المخاض لولادة الطفل من أجل مساندتها في الوصول لولادة غزيرية فطرية، تشعرها بأنها في حالة من العبادة والقربى إلى الله، وقادرة على الولادة الطبيعية ومستعدة لها بعد إعطائها الهدوء النفسي والجسمي والذهني، وذلك بعد إخضاع الأم والأب للتثقيف، لاتخاذ القرار السليم لهذا الإجراء، بحضور دورات تدريبية، والاستماع لذوي الاختصاص، مع وجود البيئة الداعمة من الأهل.
وكشفت “المرهون” عن نتائج بعض الدراسات العلمية الحديثة، التي تثبت أهمية دور الدولا أثناء مراحل المخاض، والذي ساعد على انخفاض معدل 28٪ من الولادات القيصرية، وانخفاض حاجة المواليد للعناية المركزة بنسبة 14٪، مع انخفاض 9٪ في حالات استخدام أية أدوية للألم، بالإضافة إلى ارتفاع 12٪ في الولادات المهبلية الغريزية، وانخفاض 34٪ في نسبة عدم الرضا عن تجربة الولادة، و31٪ في استخدام الطلق الصناعي.
دور الدولا في العلاج الطبيعي
من جانبها شددت اختصاصية العلاج الطبيعي “زينب آل يعقوب” في فقرة “التغذية والرياضة” على أهمية ارتباط الرياضة والتغذية السليمة خلال الحمل، واللتين تمثلان حجر أساس لحمل صحي، وتضمنان نموًا صحيًا للجنين، وتجعل الحمل ذا مخاطر أقل، مؤكدة على ضرورة التنوع في تناول الغذاء الصحي الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية بصورة معتدلة، وكذلك الماء يكون مفتاح أمان للجسم في القيام بوظائفه الحيوية.
وانتقلت الاختصاصية “آل يعقوب” إلى الشق الآخر، وتحدثت فيه عن فوائد الرياضة للحامل والتي تساعد على؛ تحسين الدورة الدموية، وتقوية العضلات والقدرة على التحمل، وتمديد عضلات الحوض، ولياقة قلب الأم والطفل، وينتج عنها؛ فترة مخاض أقصر، قيصريات أقل، وبالتالي ولادة سهلة، والتي تكون من ممارسة تمارين؛ المشي، اليوغا، السباحة، وصعود الدرج، مطالبةً بممارسة تمارين قاع الحوض، وتمارين الاسترخاء.
كيف تختار مقدم الرعاية المناسب
وتناولت المعلمة ومدربة الدولا “هبة آل قمبر” “اختيار مقدم الرعاية الطبية المناسب” وأوصت فيه بتغير اتجاه التفكير وبدلًا من سؤال الآخرين عن المستشفى الأنسب لولادة السيدة، لا بد من إعداد العدة والتهيئة لها بصورة جسمية وذهنية ونفسية، وإعداد الخطوات الأولى للحصول على ولادة طبيعية، وقبلها حمل طبيعي خالٍ أو قليل المخاطر، وبعدها يتم التسوق الذكي حول المستشفى.
وأشارت إلى أن الكوادر الطبية في المستشفى تدرك أن وعي الأمهات له أثر، وأن الحمل والولادة مجموعة ظروف مختلفة التفكير في تشكيل فريق الولادة، كما أن وجود شخص داعم للأم، يقلل من احتمالية الولادة القيصرية، مشددةً على أن تكون الأم بحالة إيجابية خلال مراحل المخاض؛ لأن الولادة حدث طبيعي وجميل، كما أنه قبل كل شيء منحة من الله، مع وجود الاستعداد المسبق لها.
الرضاعة الطبيعية صمام أمان
وتطرقت استشارية الأطفال والعناية المركزة لحديثي الولادة واستشاري الرضاعة الطبيعية المعتمدة دوليًا الدكتورة “غنيمة الزاهر” إلى “الرضاعة الطبيعية مسؤليتنا حول التثقيف” التي تكون صمام أمان للأم والطفل، لما لها من أثر كبير في تعزيز مناعتهما مستقبلًا ضد الكثير من الأمراض.
وذكرت الدكتورة “الزاهر” أن أكثر ما يؤلم الكوادر الصحية خلال الولادة هو حدوث حالة اختناق، ويكون 99٪ من حالات الاختناق أثناء الولادة بسبب عدم استعداد الأم للولادة، لافتةً إلى ضرورة تجهيز جسم الأم للولادة ومعرفتها بالخيارات المتوفرة، ومناقشة الكادر الصحي حول الولادة، التي تمثل الساعة الأولى بعد ولادة الطفل وهي الساعة الذهبية في حياة الإنسان(ملامسة جلد الأم لجلد طفلها).
الساعة الذهبية
وأوضحت أن الساعة الذهبية يتم فيها انتقال الطفل من كائن طفيلي إلى كائن حي يطلب ما يريد، وصرخة الطفل بعد خروجه وانفصاله عن أمه ما هي إلا خوفه من انتقاله لعالم آخر، وهنا نجد أن الطفل في فترة الساعة الذهبية يمر بـ9 مراحل تنتهي بالرضاعة الطبيعية.
ملامسة الجلد
وبينت الأثر الصحي من ملامسة جلد الأم لجلد طفلها، والذي يكون له أثر على المدى القريب والبعيد للأم والطفل بشكلٍ منفصل وكلامهما بشكل متصل، ومن أثره القريب على الطفل؛ استقرار دقات القلب والتنفس، تنظيم درجة حرارة الجسم، وتنظيم السكر وبدء الرضاعة، أما الأم فيحدث لها تقلص الرحم، تقليل النزيف بعد الولادة، ولكليهما؛ تخفيف الألم والاستقرار النفسي.
وأضافت “الزاهر”: “أثر ملامسة الجلد بعد الولادة على المدى البعيد يكون للطفل؛ تقليل البكاء، نمو عصبي وعاطفي أفضل، ونقل البكتريا النافعة، وللأم تحمل أكثر للمتاعب من أجل صحة الطفل، ولكليهما الترابط والتفاعل فيما بينهما.
دور لا يمكن تجاهله
وأشادت الدكتورة بالدور الكبير من وزارة الصحة لدعم الرضاعة الطبيعية بكل أمكانياتها، عبر تطبيق نسبة 99.99٪ الحمل يمر بسلام وتكون الرضاعة طبيعية بعد الولادة في المستشفى، و90٪ من الأمهات يحققن تلامس الجلد مع الطفل بعد الولادة، تدريب الولادة على الرضاعة الطبيعية والتواصل مع المراكز الصحية التي بدورها تتواصل مع الأمهات لتعزيز رضاعة الطفل طبيعيًا، فتح عيادات الرضاعة الطبيعية في المستشفيات، وربطها بالتواصل مع الأمهات بالواتساب، وتسجيل العيادة في تطبيق “صحتي”.
وحذرت الزاهر من 21 خطرًا للرضاعة الصناعية لا تريد شركات الحليب أن تعرفها الأمهات ويكون أثرها كبير على الأم والطفل، فمن مخاطرها على الطفل؛ الربو الحساسية، التهاب الأذن، الضغط وأمراض القلب، التهابات التنفس، السمنة، نسبة ذكاء ونمو إدراكي أقل، متلازمة الموت المفاجئ، مع مشكلات الهضم وسرطانات الطفولة، أما أثرها على الأم فمنها؛ الإصابة بأمراض؛ السكري، السمنة، لين العظام، سرطان الثدي والرحم والمبايض، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، والحمل المتكرر.
واختتم اللقاء بتقديم الاستشارات من الجميع، حول البرنامج وكيف يتم الحصول عليه، بمشاركة عضوات فريق الدولا، مع التعريف بحسابات التواصل الخاصة بعضوات الفريق، وهي: Birthwishes@، Dr_ghanima_ibclc@، Doula_alqatif@، Doula.mona@، Tenderbirth@ ، Nature_birth_22@، Omymilk@.
تجربة أم مع الدولا
وخاضت “تهاني الصالح” تجربة مرافقة الدولا في حملها الثاني، بعد أن تعرفت عليه من الدولا “منى المرهون”، ومع سعيها إلى تجربة فريدة من نوعها والغوص في عالم جسمها بكل مشاعرها وفكرها، مع ما عندها من استعداد تمام لولادة ابنها ولادة طبيعية غريزية، وسط دعم زوجها بعد أن تدرب معها على طريقة التنفس ووضع الولادة، ولمست التدخل الطبيعي أثناء الولادة، وما يترتب عليه من رعاية خاصة للأم، فكانت نهايتها مع هذه الرحلة النجاح، المكلل بتجديد الأمومة التي أضاءت لها بُعدًا آخر في حياتها.