أوقفتها واجبات الأمومة لمولودها الأول عن مواصلة دراستها الجامعية لكنها كانت حجر أساس لمشروعها المنزلي التي تشارك فيه الآخرين مناسباتهم السعيدة منذ أربع سنوات.
زهراء حسين العبندي من سنابس أدخلها شغفها بصنع الحلويات لتكون صاحبة مشروع لصنع الكيك والحلويات وكان لـ«القطيف اليوم» لقاء معها للحديث عن مشروعها.
بداية أمومة.. ومشروع
لم تعلم “العبندي” أن طموحها في دراسة تخصص إدارة البنوك سيتبدل لشيء آخر، يعلمها إدارة مشروعها الخاص، التي بدأت بالحديث عنه قائلة: “بعد دراستي للمرحلة الثانوية كنت أطمح إلى دراسة تخصص إدارة البنوك في الجامعة، وتم قبولي في جامعة بالرياض وبعدها شاء القدر أن أغير فكرتي بسبب إنجابي لطفلي الأول، وهنا قررت إلغاء الفكرة في سبيل الاهتمام بتربيته، خاصة لعدم وجود من يساعدني في ذلك أثناء دراستي في الرياض، وبدأت رحلة البحث عن وظيفة وقدمت على عدة وظائف ولكن لم يناسبني الدوام، لذا بدأت أفكر حينها بمشروعي”.
قررت “العبندي” إطلاق مشروعها من المنزل ليناسب ظروف حياتها والتزاماتها تجاه أسرتها وطفلها، وكانت بداياتها عمل التشيز كيك البارد؛ لهذا أخذ اسم روز تشيز كيك ثم قررت توسيع المجال بعد ذلك والدخول في مجال الكيك والحلويات بجميع أنواعها.
هواية مُند الصغر
أتقنت “العبندي” عمل الحلويات مُنذ صغرها، فكانت صناعة الحلوى هوايتها المفضلة، ولكنها احتاجت لصقل خبرتها في مجال إعداد الحلويات والتوسع فيها؛ لذا التحقت بدورة بالرياض لصنع الكيك الاحترافي الفرنسي، والسكر، كما حصلت أيضًا على دورات في المجال ذاته من حسابات عالمية شهيرة.
وبمرور الوقت، حصلت “العبندي” على إشادات من محترفات ومدربات في مجال صنع الحلوى، ولما لا فهي طورت من منتجاتها بالعمل على نفسها، وتجربة أغلب أنواع الحلويات، معقبة: “الحمد لله بتوفيق من ربي وصلت إلى مرحلة أستطيع فيها الانتقال من التدريب إلى صنع الكيك الاحترافي”.
فن وطموح
“تعلم فن الكيك والحلويات أمر ليس صعبًا ولا يحتاج إلى خبرة كبيرة، ولكنه يحتاج إلى طموح وتطوير ودعم مستمر”، بهذه الكلمات أجابت “العبندي” عن سؤال؛ ما الذي يحتاجه من يرغب في تعلم صناعة الحلويات؟
“العمل يحتاج لحب وإبداع لنجاحه”، بهذه الكلمات أعربت “العبندي” عن حبها لمشروعها، متابعة: “أحببت عملي واحترافي فيه، وراضية عما وصلت له، وأسعى فيه لإرضاء جميع الأذواق، فأنا أجمع بين الشكل والطعم وأعتمد الأسعار المتوسطة وعدم المبالغة فيها”.
وتطمح بعد دراستها وممارستها صنع الحلويات المختلفة خلال الفترة الماضية، إلى افتتاح محل خاص بها لصنع وبيع الحلويات مستقبلًا.
مواقف ومعوقات
لا يخلو أي مشروع من عقبات تعوق نجاحه، ولعل تعرضها لبعض المضايقات والعقبات في بداية مشروعها كانت أكثر معوّق واجهها، معلقة: “يوجد نماذج من الناس السلبيين لا بد من التعامل معهم، فصادفني موقف أثناء عملي مع أحد الزبائن قام بالاستهزاء بي، وأكد عدم قدرتي على العمل أو الاحتراف وأثّر ذلك عليَّ جداً، وتوقفت عن العمل لفترة قصيرة”، إلا أنه سرعان ما زالت هذه المضايقات بدعم من زوجها وأهلها، مما زادها حباً وشغفاً وإصراراً للوصول إلى هدفها.
وتابعت: “دعم أهلي وأقاربي دفعني لمواصلة العمل وكأن شيئًا لم يكن، بل وزادني قوة للرد على الأشخاص السلبيين، وطورت من عملي لتوفير أنواع مختلفة وجديدة من الحلويات”.
شكر وواجب
“دعم معنوي لا يتوقف”، هكذا وصفت “العبندي” موقف زوجها وأهلها وأصدقائها من مشروعها، متوجهة لهم بالشكر على كل ما قدموه لها من تشجيع ودعم.
منتجات متنوعة
وتشارك العبندي أبناء مجتمعها مناسباتهم السعيدة بعمل أصناف عديدة من الحلويات، مثل: كيك أعياد الميلاد والزواج، وقوالب التشيز كيك المختلفة، والميني كيك، إضافة إلى بعض أنواع الموالح والكوكيز والمعمول، وكيك السكر والذي عملت فيه وابتعدت عنه قليلاً، وذلك بخلاف تعاملها مع محلات ومقاهي تجارية مشهورة،
وأيضًا محلات الورد وتغليف وتزيين الهدايا.
وحرصت أيضًا على المشاركة في أغلب البرامج الصحية والمناسبات الاجتماعية، مثل: مهرجان التبرع بالدم، ومهرجان في القطيف المركزي، ومهرجان الجارودية الخيرية، ويوم التمريض في مستشفى العيون، إضافة لمهرجانات عديدة أخرى.
كلمة أخيرة
في ختام حديثها، وجهت “العبندي” نصيحة إلى كل من لديها طموح في مجال الحلويات أو غيره، قائلة: “النجاح ثمرة لها طعمها الخاص في حياة كل إنسان، وكل جهد وتعب يحتاج إلى تحفيز، لذلك أشكر زوجي وأخواتي وجميع أصدقائي وزبائني الذين غرسوا في داخلي حب صنع الحلويات وقدموا لي دعمهم بالكلمات الرائعة”.