الزوجة.. وزعلها من سفر الزوج لوحده

بعض الأوقات يحتاج رب الأسرة إلى الخروج من أجواء العائلة، فيكون الحل المناسب هو السفر مع الأصدقاء، ومع الأسف هذا التوجه من الزوج -بعض الأحيان أو ربما غالبًا- يصنع حادث تصادم مع الزوجة، فترفض “أم العيال”سفر الزوج ما يجعل النقاش عسكريًا، وربما يصل إلى خصومة، ويكون “برطمها” شبرين لمدة خمسة أيام، أو يصل “البرطم” لمدة شهر، ثم ترقص الكلمات من فم الزوجة: الفراق، اللوعة، عدم التوفيق، المصيبة.. إلخ، فالزوجة عندها فوبيا الخوف والاتهام من صراع ووسوسة الشيطان حال سفر الزوج وحده أو مع الأصدقاء.

المقال يناقش هذه الممارسة السيئة، ويحاول رفع الوعي للمجتمع، واحترام المشاعر للطرفين ليرفعها من تحت السطح إلى أعلى السطح، ليس لدينا شك في أن الزواج جسر مقدس بين الرجل والمرأة يجمعهما تحت سقف واحد، فكلاهما يقطعان مشوار الحياة في الإمساك يدًا بيد؛ لنجاح المصفوفة الأسرية، ولا تكون نتائج هذا الجسر إشعال مدفئة الحب ووصولها إلى الأولاد.

وللسفر فوائد كثيرة، ففي مقولة منسوبة إلى الإمام علي، ومنسوبة كذلك إلى الإمام الشافعي: “ففي السفر خمس فوائد”، فلسنا في بحث قول الشعر إلى من منسوب، فكلما تعددت أسفار الإنسان توسع تفكيره وأصبح أكثر رؤية وابتكارًا بعين فاحصة.

لا ننكر أن للسفر سلبيات، كما أن له إيجابيات مثل دواء المضاد الحيوي المريض يتناول الدواء مع ما له من آثار سلبية في الجسم، لكن الإيجابيات تفوق السلبيات، كذلك السفر إيجابياته تفوق سلبياته، ففي بعض الأحيان التواجد في البيت، يوسع التصدعات والشقاق، فيكون السفر خرسانة إسمنتية لترميم التصدعات في منظومة الأسرة ، ولربما السفر يكون جرعة في علاج الزوج، بعض الأزواج يتسلل له بأن شخصه مهمش بين أسرته، فيتعمد السفر حتى يعرفوا قيمته.

القارئ الكريم، لا تفهم كاتب المقال غلط، حيث الكاتب لا يتفق مع الزوج الذي يترك البيت على الرغم من المسؤوليات المتفاقمة، ويلقيها على الزوجة وحدها، لذلك ينبغي تأمين احتياجات الأسرة قبل السفر، وأن يكون على تواصل دائم مع الاسرة.



error: المحتوي محمي