تقديم الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي..
إنها أمنية فتى في مقتبل العمر.. وفي عتبته الأولى لمعانقة الكتابة ومحاولة البحث..
كانت أمنيتي أن التقي به
أن اراه
اتحدث إليه
اسمعه وهو يتنقل بين مداميك الثقافة والمعرفة الدينية و الإنسانية..
بعد تخرجي من الجامعة مباشرة
كتبت قراءة بسيطة جدا حول شاعر الخط الأكبر الشيخ جعفر الخطي (ت 1028هج)
من شعراء القرن العاشر وبداية الحادي عشر..
وحين أنهيت مخطوطة البحث أخذني أحد الأصدقاء لمجلسه بالدمام.. حيث كنت لا أمتلك سيارة حينها.. قدمت له العمل بكل جرأة.. وأنا أمام هذه القامة العملاقة في الوسط الأكاديمي والحوزوي
فالشيخ الدكتور الفضلي..
استاذ جامعي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة
وأستاذ البحث الخارج بالحوزة العلمية
صنف العديد من الكتب العلمية والمعرفية
قدم الكثير من المحاضرات والندوات ويعد رائد الحراك الفكري والثقافية في المنطقة..
كما كانت كتبه تدرس في الجامعات والحوزات العربية
هذا الكبير بكل عطاءاته..
تناول كراستي الصغيرة.. وعملي المتواضع جدا
وبعد أسبوع جاءت المقدمة في أربع صفحات “حجازي” من الصفحات الكبيرة وبخط يده الرائع
كتب وحلل عصر الشيخ الخطي.. كما أبان ما تميزت به شاعريته.. وكتب في آخرها..
“شيء يقدر ويشكر ان يقوم الكاتب الكريم أبو الحسن التوبي بهذا التعريف لأبي البحر ولشعره، كباكورة لحلقات أخرى تنتظمها هذه السلسلة الثقافية التي أرجو لها الاستمرار والموفقية، إنه تعالى وليّ التوفيق وهو الغاية”
حقا يخجلك هذا العظيم برفيع أدبه.. وكبير احترامه.. وعلو فواضله..
خسرناه علما فارعا.. اعطى كله لله.. فأعطاه الله الخلود والمحبة في القلوب
فقد ودعنا في عام.. 2013م
وتجرني الذاكرة هنا لاستدعاء بعض أبيات الشيخ التي كنا نحفظها ونستشهد بها في المشاركات المختلفة.
أنا في انتظارك طال او قصر المدى
لا البعد يؤيسني.. ولا جور العدى
ما يومك الموعود إلا نسمة
روحيّة نطفي بها لهب الصدا
قسما بسيف أبيك حيدرة الوغى
نحن العطاشى الطالبو ورد الرّدى
ما ضرّ من شرب الولاء معتقا
أن لا يرى في خمرهِ إلّا الفدا