المرأة المدخنة متمردة أم قوية؟!

قبل الكتابة نصحتني إحداهن بعدم الكتابة في هذه القضية بحجة أن نصفَ المقصودات لديهنّ إعاقة فكرية ولكنني ضد هذا التوجه فالأمر لا يخلو من غفلة وضعفٍ في الإرادة فقط فهلموا معي للقضية !

انتشرت عادة التدخين عند نساء مجتمعِنا انتشار النار في الهشيم وذلك في السنوات القليلة الماضية في صورة لم نعهدْها ونألفْها مِن قبلُ عند أمهاتنا وجدَّاتنا إذا استثنينا عادةَ “شربِ القدو” عند كبار السن في المآتم ولكنها اليوم أصبحت تشكل ظاهرة تلفتُ النظر وتستحقُ الوقوف عندها وتحريك المياه الراكدة فيها ..!

رغم أني ضد القائلين إن التدخين “مزاج ذكوري” ولكن لي الحق أنْ أقول : ما شأن الإناث في هذه العادة التي تخرجها عن طبيعتها ؟!
التدخين عادةٌ ضارة وسيئة مارسها الرجال أو النساء ولكنها عند النساء تكون أكثر إيلامًا لأنها تنال من أنوثتها وجاذبيتها وتأخذ من جمال شكلها ويخلخل ” البرستيج ” الذي ينبغي أن تكون عليه.

هل ممارسة المرأة للتدخين رسالة تمرد على المجتمع ؟ أم هي حالة تقمّصٍ لدور الرجال وخروج من حالة الخنوع لهم ؟!
أم هي كاريزما وشعور بالعظمة؟
أظن – وظنّ الألمعي يقين – أنها ظاهرة ناشئة من شعور بالفراغ وعقدة نقص وردة فعل عنيفة من المرأة تجاه الرجل الذي يرى فيها كائنًا ضعيفًا مخلوقًا للخدمة والعطاء وعن طريق التدخين تثبت حواءُ قوَّتَها وعنفوانَها متناسية أنها في النهاية أنثى رقيقة!

لهذه الظاهرة أسباب كثيرة غير ما ظنناه فوسائل الإعلام والمسلسلات غير بريئة من ترسيخ هذه العادة السيئة وانتشارها ، ولعل بعض النساء يجدْنَ في التدخين هروبًا من الواقع المُر الذي يعشْنَه أو فيه تخلص من الضغوطات النفسية والأسرية وتنفيسٌ لحالة الاحتقان الموجودة بداخلها .

لن أتحدث عن أضرار التدخين الجسدية وآثاره السلبية ؛ فالجميع يدركها وملَّ من تكرارها ولكن سأتحدث عن آثار التدخين على أنوثة المرأة وسلوكها فهذه الظاهرة تكاد تقضي على كل جميل في أنوثتها التي خلقها الله وفطرها على حب الزينة والجمال والأناقة والنعومة ، فالابتسامة تبدو بأسنان صفراء والبشرة متغيرة والصوت خشن والرائحة خانقة وهلم جرًا ..
ناهيك عن حالة التوتر والغليان اللذين ينعكسان على تصرفاتها داخل الأسرة .

هل تظن المرأة المدخنة أنها تحرق همومها ومشاكلها عندما تحرق السيجارة أو ورق المعسل ؟!
هل تظن أنها ستنضج وتخرج من قبضة المجتمع وضغوطات الحياة؟

أنا لا أدري!

المشكلة الأدهى أن هذه العادة أخذت منزلقًا حادًا بانتشارها في المقاهي والمطاعم ووصل الحال بأن ترمي المدخنات غير المدخنات بالمتخلفات الخانعات بعكس الرجال الذين يمدحون غير المدخن ويهنئونه على ذلك !
هذا الأمر يكشف عن عقدةٍ ما ساقت هذه المرأة التي يطلق عليها بعضهم ب ” المسترجلة ” أو نصف الأنثى للتدخين !

ولعل بعض النساء يمارسن هذه العادة بحجة منع أزواجهن من السهر في المقاهي وبالتالي توفر له الأجواء داخل البيت بل تشاركه العادة أيضًا حتى يشعر بالأنس والسعادة و ” يا ليل ما أطولك “.


error: المحتوي محمي