يطيب لنا بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك للعام الهجري 1443 أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات أن نتقدم لكم بأجمل التهاني موصولة بالمحبة والاحترام، كما يسعدنا أن نطرح بهذه المناسبة الغالية على القلوب الموروث الشعبي القديم الذي يقام كل عام والمسمى “برمي الدوخلة”.
العين العودة: التي تقع بالمنحدر الشمالي، المطل من قلعة جزيرة تاروت التاريخية التي تقع في وسط البلدة، بالقرب من بيوت الديرة القديمة والملاصقة لجزء كبير من أبراجها الأربعة.
عين العودة وكما عرفناها كانت الأكبر من حيث المساحة والعمق مقارنة بالعيون المنتشرة في الجزيرة وهي عديدة لا يسع المجال لذكرها.
عين العودة والتي لا أجزم القول من الذي بناها، حيث تعددت الآراء والأقوال، يتفرع من مساحة قطرها الذي يشبه المثلث، وبالتحديد في محيط واحتها الجميلة ببساتينها الرائعة حينذاك. يتفرع منها عيون مياه كثيرة، أذكر منها واحده فقط “عين العوينة” وهو ما يهمنا كبحث في موضوعنا هذا!
عين العوينة: دائرية الشكل كالحصن أو القلعة الصغيرة تقع بجوار العين العودة من الجهة الغربية ما زالت بعض آثارها باقية، فمن حق الأجيال أن تعرف، أنه من العادات القديمة وهو موروث شعبي قديم سمي “برمي الدوخلة” وهو يكون تحديداً يوم عيد الأضحى المبارك من كل عام بعد الغداء مباشرة، وسط أهازيج وفرح، وكما جرت هذه العادة الشعبية المرتبطة بموسم الحج والحجيج، وهي لدى جميع بلدان الخليج وإن اختلفت المسميات!
الدوخلة وكما عرفناها عبارة عن سلة للأطفال تصنع من خوص النخيل ويوضع فيها السماد والحبوب النباتية ويرعاه الطفل حتى تنبت، تحفزه على الصبر والعمل والوفاء والتسلية، عن غياب والديه الذاهبين للحج، قديمًا بُعد المسافات وطول الغياب في السفر.
من أشهر أهازيج الدوخلة: دوخلتي حجي بي لمن يجي حبيبي، حبيبي راح مكة ومكة المعمورة.. إلى آخر الأهزوجة الجميلة.
يشارك فيها كل الأطفال من جميع الأعمار، في احتفالية كالعرس، يرمون دواخلهم في الماء ليعم الفرح والسرور كل فريج وبيت وهم يلبسون أجمل الملابس المزينة والبراقة، واستعداداً لقدوم الحجيج واستقبالهم من ذويهم وجيرانهم، بكل شوق ولهفة، وهي سعادة وفرحة كبرى للأطفال.
الدوخلة مورث شعبي أصيل مناسبتها والاحتفاء مرة في السنة من يوم عيد الأضحى المبارك، وهذا العرس والاحتفال الجميل المصاحب لا يمكن تجاهله أو التقليل منه، يجب أن يكون له مكانته على جميع الأصعدة، تراثياً وثقافياً واجتماعياً وشعبياً، بإعادته كما كان، ويمكن إعادة هذا الموروث عبر الأخد بالرأي والتشاور مع الأهالي المهتمين بالتراث والموروث، فيما يخص المكان المناسب في كل بلدة من محافظتنا القطيف الغالية، وبما لا يتعارض مع البيئة والتنظيم وغير ذلك، وخاصة ونحن نعيش مسيرة النماء والعطاء والرؤية الواعدة والتي من أبرز بنودها الاهتمام بالترفيه والسياحة، من أجل تلبية رغبات المواطن وإسعاده، ولتحقيق طموح أبنائه وبناته الاقتصادية والتنموية، جيل المستقبل المضيء والمزدهر بإذن الله.