تشير هذه الورقة إلى حقبة زمنية مهمة جدا تركت بصمتها على تجربتي الأولى.. ولكن سأقف عند بطل هذه الورقة.. وهي شخصية كانت قريبة جدا..
وهو الأستاذ الصديق محمد عيسى آل غزوي
مواليد التوبي.. 1396هج
والذي كان يوقع تحت نصوصه م. ع. غ
كما يحلو له ذلك اختصارا لاسمه..
محمد عيسى..
موهبة متعددة وروح وثابة.. ونفس تواقة للمعرفة معجونة بحب الثقافة..
يمتاز بذاكرة فارعة.. بإمكانه تذكر اي حدث في السنة والشهر واليوم.. بل وحتى أجزاء اليوم.. ولا أبالغ في ذلك
محمد عيسى..
كان زميلي ضمن كوكبة من شباب التوبي الطليعي
درسنا اول دورة للعروض عند الأستاذ الشاعر سيد حسين الجراش..وكانت سنة 1415هج
-ولي مع هذا الأستاذ السيد وقفة قادمة إن شاء الله-
ومن عبقريه.. استطاع تدريس مادة العروض لأكثر من ثلاث دورات.. حيث يقوم بتلخيص الدرس بخطه كاملا ويتم تصوير الدروس العروضية لطلابه..
كما امتاز محمد.. بكتابة مرهفة.. وقلم سيال وتعبير شفيف.. إلا أنه مقل في الكتابة.
وللأسف.. ابتعد عن الكتابة الشعرية مؤخرا…
الورقة التي عثرت عليها.. هنا.. جعلتني استعيد الذكريات وذاكرتي الضئلية.. وحاولت البحث.. فوجدت ملفا يضم قصاصات وأوراق تخص هذا الصديق الرائع فيها بعض النصوص والرسائل بيننا.. لعل الأيام تسمح بنشرها
أعود للورقة.. فقد حوت بيتين شعريين كتبهما
ومن ثم قمت أنا بتخميسهما.. وإليك البيتين والخميس..
صدى الاغتراب
فتى القطيف
م. ع. غ
بلسم الروح، يا منايَ أجيبي
متعبا هدَّه الونى والوجيبُ
مبعدا عن بلاده فالمسافا
ت تمادت، وأنهكته الدروبُ
*******
**تخميسة البيتين.. لأبي الحسن
جئتُ أشكوكِ آهتي ولهيبِ
وشجوني ولوعتي ونحيبي
فحنانيكِ رأفةً.. بغريبِ
‘بلسم الروح يا منايَ أجيبي
متعباً هدّه الونى والوجيب”
الليالي قد صرنَ حقاً عجافا
وأحالت كلَّ الأماني ضعافا
عدت كالطيف مرّ حيناً وطافا
” مبعدا عن بلاده. فالمسافا
تُ تمادت.. وأنهكته الدروبُ”