أرخي العُيونَ وأطفئي القِنديلا
وتخيلـــيهِ لــــكي يعودَ قليلا
..
لا تعذليهِ على الرحيلِ مُبكراً
فالبرقُ يأبى أن يـضيء طويلا
..
لم يبتدرْ قــــولَ الوداعِ لأمهِ
كي لا تُطيلَ لجرحهِ التقبيلا
..
وحنى لأختهِ وهي تَرضعُ حبَّهُ
في حضن أمهِ سائـــغاً معسولا
..
لبىَّ نِـــــــداء الله في ملكوتهِ
وسرى لرضوان الجِنانِ عجولا
..
غيبوبةٌ كالوحي،حيث حياءهُ
قد كان يشبهُ بيننا جبريلا
..
تتقمص الأشجار غصنَ طباعهِ
وتمــــــــدُ ظلاً للأنامِ ظليلا
..
بسريرهِ والذكرياتُ تساقطتْ
رطباً على وجــــناتهِ ونخيلا
..
تسعونَ يوماً بنت عمي والهوى
في القلب يصهلُ بالدعاء صهيلا
..
سقطت نقاطي من حروفي كلها
وتعطلــــتْ لغة الهوى تعطيلا
..
فإذا نظرتُ إلى الهواتفِ زادني
سيفُ العــــواطفِ غُربةً وفلولا
..
وإذا ابتســـــمتُ لمن يُسلمُ ناسياً
حييتُ وجهكِ صابراً وجــميلا
..
هي موتةٌ قبل المــماتِ وركعةٌ
للحُب رتَّلـــها الصدى ترتيلا
..
(ميرزا ) (رضا ) والحزنُ في قسماتِنا
يتسابقانِ هُناكَ جيلاً جيلا
..
في كل بسملةٍ بعثتُ إليهما
قلبي الشريد مُجدلاً مخذولا
***
يا بنت عمي والأساةُ جرادةٌ
غزتِ القُديَح مزارعاً وحقولا
..
سلمتُ للكلماتِ صقر مواجعي
فلمن وهبتِ نشيجكِ البلبولا
..
سجَّادةُ الذكرى بصوتكِ لم تزلْ
تتقاسمُ التكبيرَ والتهليلا
..
أسفي على (عونٍ ) يشيحُ بوجههِ
خوفاً وقد لبس الأسى إكليلا
..
كان الطريقُ لقبرهِ في هاجسي
يمتدُ بي ألماً طغى وذهولا
..
ميرزا وترتبك السحابةُ في يدي
ويهبُ ذكركَ كالهواء عليلا
..
للقلبِ أسبابٌ وليس بوسعهِ
الا افتقادكَ بكرةً وأصيلا
..
ستكرر الأحلامُ ضحكتهُ ومن
عشق الحسينَ سيعشقُ البُهلولا