حكاية ورقة.. 3

الورقة الثالثة.. ترجع لعام ‪١٤١٨هـ

كنت جالسا في قاعة الدرس بالجامعة. وطبعا لن اذكر اسم الدكتور المحاضر- لأسباب يعرفها الشعراء.-
وكان يجلس أمامي الأخ والصديق الشاعر الأحسائي علي الممتن..
وتعيدني هذه الورقة في حكايتها لهذا الشاعر الذي كان أحد أعضاء جلسة شعراء المهجر الجامعي..
كان شاعرا متدفقا رقيقا.. ولكنه.. غاب عن المشهد الشعري.. أتمنى أنه مازال يكتب الشعر
فلي معه وقفة أخرى قادمة.. وورقة تضيء جانبا او موقفا له معي..
عموما..
بدأنا سجالا شعريا.. وكنا نهرب القصاصات خلسة بيننا حتى لا يلتفت لنا سعادة الدكتور وهو يشرح الدرس
..
قال:

أنت خلفي وكلُّ شاعر حبٍ
ألفُ غاوٍ وراءه يتبعونه
إنني في الأمام أحيا ازدهارا
وصفاءً وأنت تحيا العفونهْ

فقلت:

هكذا يجلسُ الأميرُ وراءً
والخيل البلاء تخشى يمينهْ
جالس فوق تختهِ يتباهى
وعبيدٌ أمامه يخدمونهْ

فقال:

سل جريراً فرزدقاً وابن سلمى
و جميلاً، ودعبلا، والمزينهْ
كيف هاموا وأقبلوا نحو شعري
كالحيارى واللهِ لا يدركونهْ

فقلت:

جئتهم عنك سائلا فأجابوا
عن سؤالي هل صاحبي تعرفونهْ!؟
فجرير، كان المجاوبَ عنهم
قال إني رأيته في المدينةْ
يلعق الترب ضاحكاً يتلهّى
فأسفنا خبالهُ وجنونهْ

فقال:

أنت شعرٌ يمشي على الأرض زاهٍ
وخيالٌ يعيشُ يحيا فنونهْ
يسجدُ الشعرُ عند كل عليٍّ
مستهامٍ أفكاره يعبدونهْ

فقلت:

أنت إلهام شاعر علويٍّ
نفخ الشعر نايهُ ولحونهْ
يركع الدهرُ عند كل عليٍّ
راح يشدو غرامهُ وفنونهْ




error: المحتوي محمي