ربما هو حال الدنيا ألا يمكث فيها الطيبون المبادرون طويلًا ويكون عبورهم عبورًا كريمًا، هي لا تبتغيهم لصفائهم! وهم لا يبغونها لفنائها! هي لا تليق بأرواحهم ولا بابتسامتهم التي يشرق منها العطاء والإخلاص.
لن أحمل اليوم قلمي لأرثي الزميل الصديق العزيز توفيق آل سباع أبوصادق فبفقده يجف القلم وتتبعثر الكلمات. هو ممن نراهم من أهل الدنيا، وليسوا من أهلها!
لذا يكسرنا رحيله وتتكسر قافية الحب فيه لفرط ما يتسم به من جمالية روح يُتكأ عليها وقت الضيق والشدة وحين البذل والتضحية، غادرنا خلسةً تاركًا فينا أثرًا جميلًا وذكرًا طيبًا يهيج بداخلنا غصة الفراق ولوعة الغياب وألم فجيعة الرحيل الكبير والأخير.
كان لحضوره في ميادين العطاء هيبةً مليئة بصدق المحبة والحرص على تنمية وسلامة وطنه ومجتمعه، عاشرته وشاركته وعملت معه ببلدية محافظة القطيف أثناء جائحة كورونا كوفيد-19 وما بعدها في عدة أعمال بلدية وشراكات مجتمعية متواصلة من مبادرات وفعاليات وحملات متنوعة، وما وجدته إلا بطل الميدان العملي والتوعوي والإرشادي، لا يكل ولا يمل ولا يتذمر في كافة الأوقات من أداء واجبه العملي أو التطوعي بل كان الحريص دومًا على إثراء ومواصلة الجهود المبذولة والارتقاء بها نحو الأفضل.
لو تأخرت عليه هو من يبادرني بالاتصال، هو من يُحفز ويشجع ويبذل ما بوسعه لإنجاز المهام البلدية المختلفة خلال أوقات الدوام الرسمي وخارجه، عناوين عطاء عديدة سطرها هذا الإنسان المعطاء لرسم سعادة المجتمع لأنه يعتبرها جزءًا من سعادته.
عزيزٌ فراقك على كل من عرفك وحتى من سمع عن صفاتك الصفيّة؛ فلك في القلوب صورة تزهو بالحب لقد غادرتنا ولكن أثرك الجميل يبقى في القلوب شجرة مباركة، فإلى روحك النقية ألف رحمة يا أخي العزيز (أبو صادق) وإنا لله وإنا إليه راجعون.