في سنابس.. عبدالله العليوات يوعي بكيفية حل الخلافات الزوجية.. ويوجه عدة نصائح للشريكين

أكد المرشد الأسري “عبدالله العليوات” أن لكلا الزوجين القدرة على توجيه ذاتهما نحو السعادة والرفاه، أو الشدة عند الوقوع في المشكلات الزوجية، مشيرًا إلى أن كل فرد منهما هو المسؤول الأول والأخير على اتخاذ قراراته، وتوجيه إمكانياته الذاتية وخبراته ليكون مستشارًا لنفسه من أجل تقويم سلوكه واستقرار الحياة الزوجية.

جاء ذلك خلال محاضرته “حل الخلافات بين الزوجين”، والتي نظمها مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، للمتزوجين والمتزوجات، والمقبلين والمقبلات على الزواج، والمهتمين بالشأن الأسري والاجتماعي في المجتمع، في قبو السادة بسنابس.

وطرح “العليوات”، سؤالًا في بداية المحاضرة التي اتسمت بالمناقشات الحوارية مع الحضور، تعرف فيه عما يجول في أفكار الحضور حول الحياة الزوجية، قائلًا: ما توقعاتهم من المحصلة المعرفية التي يمكن أن تجنوها من خلال محاضرة تدور حول المشكلات الزوجية، وما التعريف الصحيح لهذه المشكلات؟

ووصف “العليوات” الحياة الزوجية، بمدرسة تزخر بالأحداث والتفاعلات ولا تخلو من المشكلات التي يمكن السيطرة عليها بعد معرفة أسبابها، والبحث عن الحلول لها، وفقًا للمهارات التي يملكها الزوجين.

واستعرض عدة تعريفات للمشكلة الزوجية كان قد جمعها بناء على الدراسات والأبحاث الأسرية التي قام بها، وأبرز هذه التعريفات: هي مسألة أو موضوع فيه صعوبات يحتاج إلى حل باستخدام قوة مناسبة من المهارة في التركيز للوصول إلى حل سليم، أو بتعريف آخر؛ هي قضية تتعلق بموقف من مواقف الحياة الإنسانية تهم فردًا أو أكثر.

وتطرق المرشد الأسري إلى أسباب الخلافات الزوجية التي تفقد الزوجين التعايش الذي يعمل على ملء الفراغ العاطفي والجسدي الناجم عن الفتور، ويعطي المرء شعورًا بالاستقرار فضلا على إشباع حاجاته، موضحًا بالتفصيل الأسباب ومنها؛ المتغيرات الاجتماعية السريعة، التقنية والصناعة، الاتصال الثقافي، بالإضافة إلى الانحراف عن المعايير، الصراع بين النظم، والصراع الثقافي، واختلاف التنشئة الاجتماعية، وعدم المعرفة ونقص التعليم.

وكشف في محاور حديثه عن حزمة من الحقائب للخلافات الأسرية التي تتفرع منها عدة اتجاهات تحدث مشكلات زوجية قد تترسب بين علاقة الزوجين مع الزمن بصورة نزاعات تعيق الاستقرار الذي يحتضن كل أفراد الأسرة، وتتعدد بين؛ حسب دورة الزواج، ونوع المشكلة من حيث التعقيد والألم والصعوبة، واستمرارها، وحسب شكل المشكلة التي تكون بصورة ظاهرة للعيان، أو عابرة ومخفية “مسكوت عنه”.

وأضاف إلى حزمة الحقائب، حقيبة الحياة العملية وطبيعة عمل كلا الزوجين التي تؤثر على علاقتهما، سواء كان؛ نوع المهنة، وقت العمل أو مكانه، لافتًا إلى ضرورة الوعي بحقائب؛ الحياة الشخصية، والدينية، والمالية، والنظام الأسري والمنزلي.

وتساءل المدرب عن فوائد حدوث المشكلة بين الزوجين، مجيبًا على ذلك بقوله: “على الزوجين إدراك أن المشكلات أمر طبيعي بينهم وبين البشر بشكل عام، وعليهم انتهازها كفرصة لاكتساب خبرات ومهارات جديدة، وتقارب فيما بينهما، وذلك من خلال تعلم حسن الحوار، وفهم النفسيات، وضبط النفس والتسامح والعفو، والتقرب إلى الله مع تجديد وتصحيح العلاقة فيما بينهما وعدم الوقوع فيها مرة أخرى.

وأوضح “العليوات”، أنه ليس هناك مستفيد من المشكلات التي تتعدد وتطحن العلاقات الأسرية، إذ نجد أن المتضرر يكون نحن – على حد تعبيره – وذلك بسبب إنتاج الأفكار السلبية وتتحول لمشاعر وسلوك قد يضر الجسد ويوصله لمرحلة المرض.

ودعا إلى تطبيق عشر استراتيجيات عملية لحل المشكلات بين الزوجين والتي تقوم على عدة طرق مبادئ سلوكية ومنها؛ مبدأ التواصل والاتصال، التعبير عن النفس بشكل بناء، وتخطي الطريق المسدود وعدم الثبات في حالة جمود، والاعتراف بالمشاعر بين الزوجين، وإيجاد حلول ليست منافسًا، وإعطاء النفس مساحة للتفكير، وطلب الاستشارة.

و في نهاية المحاضرة استقبل “العليوات” المداخلات والتساؤلات من الحضور، وأجاب عنها جميعًا، موصيًا الجميع بضرورة البُعد عن السلبية عند حل المشكلة الزوحية، وتجنب التأثير السيء على الأبناء، والبحث عن الاستشارة واختيار الحكم الحكيم من العائلة أو المختصين قبل أن تتوسع المشكلة، إضافة إلى ضرورة التوعية والتثقيف بالحياة الزوجية من خلال المناهج الدراسية، والبرامج الثقافية التي تنظمها المؤسسات الاجتماعية في المجتمع، واستهداف فئة الشباب والشابات وتوجيههم قبل الدخول في الحياة الزوجية.

واختتمت المحاضرة، بتوجيه عضو مجلس إدارة جمعية البر الخيرية حسين أبو سرير، الشكر للمدرب والمرشد الأسري عبدالله العليوات، وتكريم جهوده في المحاضرة التي ترتقي بالشأن الاجتماعي والثقافي للمجتمع.



error: المحتوي محمي