أعطت استشارية النساء والولادة الدكتورة “فاطمة آل زاهر” مفتاح السعادة الزوجية للمقبلات على الزواج؛ والذي يتمثّل في التهيئة النفسية الذاتية للزواج، والتحاور مع شريك الحياة للتعبير عن مشاعرهن، والإفصاح عن مخاوفهن، وعدم المجاملة على حساب أنفسهن، فتحقيق السعادة في العلاقة الزوجية الخاصة ينعكس على سعادة الحياة الزوجية ككل.
جاء ذلك في محاضرة “تأهيل المقبلات على الزواج” التي نظمها مستشفى القطيف المركزي بالتعاون مع جمعية القطيف الخيرية على مسرح الجمعية يوم السبت 2 يوليو 2022م.
العلاج النفسي
وأكدت “آل زاهر ” أن التهيئة النفسية لدى الزوجة، والحديث مع الشريك حول كل المخاوف والمعتقدات النفسية تعمل على تبديد المخاوف المرتبطة بالزواج، والتخلص من التوقعات السلبية عن الزواج الناتجة عن الاستماع لتجارب الآخرين الشخصية، والحرص على الحصول على معلومات صحيحة ومن مصادر موثوقة حول الحياة الزوجية، كما يتطلب الأمر إدراك الحاجة للوقت الكافي في بناء علاقة زوجية عميقة.
لتجنب الالتهابات
وطمأنت “آل زاهر” المقبلات على الزواج فيما يخص نزول الدم بعد العلاقة الخاصة الأولى، قائلة: “لا داعي للقلق والمعاناة؛ حيث سيقل الدم بعد اللقاء الأول أو يختفي تمامًا، ومن المهم التقبل النفسي للعلاقة، والحرص على النظافة الشخصية، فحصول الالتهابات في شهر العسل أمر وارد لدى المتزوجات، مما يتطلب منهن الغسيل المباشر لتجنب الالتهابات”.
حمض الفوليك
ونصحت “آل زاهر” المتزوجات حديثًا والراغبات في الحمل، بأخذ حمض الفوليك باستمرار بمقدار حبة ملجم يوميًا للنساء الطبيعيات ومن ليس لديهن مشاكل صحية، منوهة بأنه يفضل تناوله من شهر إلى ثلاثة أشهر قبل الحمل؛ حيث يساعد حمض الفوليك قبل الحمل في منع إصابة الطفل بالتشوهات، والوقاية من العيوب الخلقية، أما النساء اللواتي يعانين من مرض السكري، أو فقر الدم المنجلي، ومن يعانين من السمنة فنصحتهن بتناول 5 ملجم من حمض الفوليك، منوهة بضرورة اعتماد نمط حياة صحي لمن ترغب في حملٍ صحي آمن.
انتظار
وبيّنت “آل زاهر” أنّ مسألة الحمل والإنجاب هي مسألة مشتركة بين الزوجين، وأن المشاركة والاتفاق بينهما فيما يخص هذهِ المسألة شيء مهم جدًا، فخيار تأخير الحمل أو تقديمه لابد أن يتم برضا الطرفين بصورة كاملة، منوهة بأن النساء اللواتي تبلغ أعمارهن أقل من 35 عامًا يحتجن لانتظار حصول الحمل في مدة زمنية تبلغ 12 شهرًا مع علاقة كاملة بدون موانع حمل، أما من تتجاوز أعمارهن الـ35 عامًا وأكثر، فإن فترة انتظارهن تقل لـ6 أشهر من العلاقة المنتظمة بدون موانع، مع الأخذ بالاعتبار أن نسبة الحمل طبيًا لا تتجاوز 25% شهريًا.
موانع
وذكرت “آل زاهر” أنه من الضروري أن يكون للمرأة دورها في تقبل موانع الحمل، ومشاركة الزوج في ذلك؛ للاتفاق على الوسيلة المرغوبة والمريحة أو المقبولة لدى الطرفين.
وأضافت أنّ موانع الحمل لمن يرغبن في تأخير الحمل في بداية زواجهن تختلف كفاءتها بحسب أنواعها؛ فموانع الحمل الهرمونية تكون نسبة كفاءتها وفائدتها أعلى من غيرها، ولكنها لا تخلو من الأعراض الجانبية لكونها هرمونية، مشيرة إلى عدم تحبيذ استخدام الموانع في بداية الحياة الزوجية.
وقالت: “إنّ كل وسائل منع الحمل لا تؤثر في حصول الحمل مستقبلًا حال تركها، ما عدا حقن منع الحمل، فالنساء اللواتي يستخدمنها يحتجن إلى أشهر لعودة التبويض مرة أخرى”.
أمراض مزمنة
ودعت “آل زاهر” النساء للاهتمام بالصحة العامة، وخاصة من يعانين من أمراض مزمنة كخمول الغدة الدرقية أو ارتفاع ضغط الدم، مبيّنة أن مريضة ارتفاع ضغط الدم تحتاج إلى تناول بعض الأدوية التي لا تتناسب والحمل، وتكون غير آمنة للطفل، وكذلك ارتفاع السكري المؤدي لإلحاق الضرر بالأطفال.
ونصحت المصابات بالسمنة والراغبات في إجراء عمليات علاج السمنة، بتأخير الحمل من 12 شهرًا إلى 24 شهرًا؛ لأن جسم المرأة بعد العملية يكون بحاجة شديدة للتعافي والراحة وتعويض ما فقده من العناصر الغذائية المختلفة مؤكدة أن هذه العناصر ضرورية لنمو الطفل.