الإنسان كائن شعوري له جسم وليس جسمًا له شعور وهذا الوصف أبلغ في التعبير وإيصال فكرة أن المشاعر هي المصدر الأساسي وراء كل فكرة ورغبة وسلوك وخلف كل فعل وقول.
وهناك مشاعر أساسية وفطرية في الإنسان ويجب أن نحافظ عليها سليمة وصحيحة، ومن أهم المشاعر الفطرية الأساسية هي (الطمأنينة)؛ الطمأنينة بكل بساطة هي أني أشعر أنه لا ينقصني شيء، مكتفٍ تمامًا، شعور ينفي داخلي الاحتياج.
متى أكون مطمئنًا؟ الاطمئنان هو اختيار وليس نتيجة. أنا اخترت أن أكون مطمئنًا في كل الأحوال مهما كانت حتى لو أن كل الأسباب المادية حولي تلزمني عكسَ هذا!
هنا يأتي معنى الحرية الحقيقي وهو حرية نفسي في أن تختار الشعورَ الذي تريد أن تعيشه وتشعر به.
كيف أكون مطمئنًا؟ حروب وانهيارات مصائب واختبارات مشاكل واحتياجات لكن أنا اخترت أن أطمئن، اخترت أن اتصل دائمًا وأبدًا بالمصدر الذي هو (الله)، الاطمئنان هو حال الاكتفاء (أنا لا ينقصني شيء)!
ما هو عكس الطمأنينة؟ هو القلق الشديد هو رؤية السلبي هو اليأس وانعدام الأمل هو جوع فكري وموت شعوري.
حال المطمئن؛ هو إنسان يرى الجمال في كل ما حوله، هو الاستقرار والثبات والسعادة والرضا، هو باختصار (رب الخير لا ياتي إلا بالخير)، هو إنسان وصل للحياد الشعوري في كل أمور الحياة!
كيف نصل إلى الاطمئنان؟ بإصلاح العلاقة بين النفس وخالقها وأن نسعى للوصول إلى الرضوان الإلهي الذي منشأه هو رضوان العبد عن الله وأن يجد الخير في كل الأحوال، كلما رضيَ العبد عن خالقه، كلما عبده حق عبادته {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}.