«منظمات المجتمع المدني».. ودورها المتوقع في مواجهة المخدرات

من المفترض أن تحاول هذه المقالة الإجابة عن سؤالٍ مفترض ضمن الحملة الوطنية “أنت واعٍ” عن مسؤولية منظمات المجتمع المدني في التوعية من أضرار المخدرات.

عادة ما تكون منظمات المجتمع المدني، ولجان التنمية المحلية، صلة الوصل بين ما هو حكومي وتمثله الجهات الرسمية مثل الوزارات والمراكز الحكومية،والشخصيات الحكومية مثل الوزراء، والمحافظين وغيرهم..، وبين ما هو شعبي ومحلي مثل مشايخ المجتمع المدني وشخصياته، وزعماء العشائر، والديوانيات، والتجمعات الكروية أو الثقافية، والتجمعات الأسرية، والتجار وبقية أفراد المجتمع.

وقضية مثل إدمان المخدِرات، التي لا يبدو أنها في تراجع أو هوادة، فمع ما للجهود الحكومية الكبيرة في هذا الجانب، إلا أننا نستشعر الخطر والاستهداف “كمجتمع خليجي” من قبل المافيات العالمية، ومنظمات تصنيع المخدرات وترويجها؛ لذلك نحن بحاجة إلى تحريك أدوار لجان التنمية ومنظمات المجتمع المدني وجهودهم جنبًا إلى جنب مع الجهود الحكومية.

يمكننا القول: أن هذه المنظمات الموجودة في المجتمع بإمكانها أن تلعب دورًا مهمًا في مجموعة أمور منها:

1- تستطيع هذه المنظمات استقطاب واحتضان الكثير من مجاميع الشباب والشابات في العمل التطوعي، واستغلال حيويتهم، وتنميتهم فيما يفيدهم، ويفيد مجتمعاتهم المحلية.
2- بإمكان هذه المنظمات أن تلعب دورًا مهمًا وفاعلًا في الإرشاد والتوعية من مخاطر المخدرات.
3- تستطيع هذه المنظمات أن تسهل عملية التأهيل والعلاج من إدمان المخدرات، عند أي فرد من أفراد الأسر المحيطة بهذه المنظمات؛ وذلك عن طريق استغلال العلاقة الودية بينها وبين أفراد المجتمع من جهة، وبينها وبين المؤسسات العلاجية والتأهيلية من جهة أخرى، وتسهيل عملية التواصل مع هذه المؤسسات بطريقة سرية وآمنة، تحفظ فيها كرامة الأفراد وأسرارهم، والأسر، وهي خدمة كبيرة إذا ما تُوّجت بانتشالهم “أفرادًا ، أو أسر” مما هم واقعون فيه.
4- وهناك مهمة كبيرة نتمنى أن تسعى هذه المنظمات إلى القيام بها، وهي احتضان وتوفير الأخصائيين”اجتماعيين، نفسيين، أخصائيين إدمان، وأطباء نفسيين” للإرشاد والتوعية والوقاية والعلاج، حتى لو كلفهم هذا الأمر بعض التغطيات المالية، وهي -هنا- ضرورية، ويمكن أن يسهم فيها رجال الأعمال، وبعض المساعدات الحكومية الخاصة بهذا الجانب.

يمكن أن نشير في هذا الصدد أن العالم يوجد فيه منظمات مجتمع مدني عالمية تسعى وتساعد، وتقدم يد العون لكل من الأفراد والأسر، وحتى المجتمعات التي تعاني من وطأة، أو تفاقم مشكلة إدمان المخدرات، والحقيقة أن الوضع المحلي بعد لم يصل الى هذه الدرجة من الخطورة التي يحتاج فيها إلى دعم عالمي بقدر ما يحتاج فيه إلى تحريك القوى الاجتماعية المحلية القوية.
5- تستطيع هذه المنظمات أن تلعب دورًا مهمًا في احتواء مجموعة من المدمنين المتعافين، ومساعدتهم ليقيموا تنظيمهم، ويرتبوا مقرًا لهم، ويقيموا اجتماعاتهم ضمن هذه المؤسسات، وكذلك محاولة مساعدتهم في تذليل بعض الصعوبات التي تقف أمام قيامهم بمسؤولياتهم ومهامهم، وتحقيق أهدافهم النبيلة.



error: المحتوي محمي