((تكوينُها المجدُ و التاريخُ و الألقُ))

تاروتُ مِنْ لغةِ الإكبارِ تنبثقُ
تكوينُها المجدُ و التاريخُ و الألقُ
ساءلتُ عنها و عَنْ أصداءِ جوهرِها
تحرَّكَ الحِبْرُ و الإحساسُ و الوَرَقُ
إنْ جئتَها جئتَ أيَّاماً محلِّقةً
حيثُ الروائعُ فيها  ذلكَ الأفقُ
إذا تنفَّستَ مِنْ أرجاءِ طلعتِها
فكلُّكَ الفكرُ و التجديدُ و العبقُ
و إنْ بقيتَ قريباً مِنْ طلاقتِها
فلن يُعشعشَ فيكَ الحزنُ و الأرَقُ
كمْ ذا استجدَّتْ مداراتٍ مقدَّسةً
فأزهرَ البِشْرُ و الإنشادُ و الوَدَقُ
هلَّا قرأتَ ثراها في تصفُّحِهِ
سما فأبدعَ في أبعادِها النَّسقُ
تصاعدتْ كلُّها في كلِّها قمماً
و ما بأطلسِها خطْلٌ و لا نزقُ
ما النَّخلُ ما البحرُ إلا مِنْ مآذنِها
هما مِنَ الدِّينِ أخلاقٌ و مُعْتَنقُ
صفاتُها مِنْ رحيقِ الجودِ معدنُها
و التُّرجمانُ لهذا وجهُها الطَّلِقُ
تثقَّفَ الماءُ مِنْ صولاتِ منبعِها
و ما  توقَّف عنهُ   ذلكَ   الألقُ
حروفُها الخُضْرُ بالإيمانِ ثابتةٌ
و ما لها عَنْ نِقاطِ الحقِّ مفترقُ
حيثُ  التَّدَيُّنُ ركنٌ  مِنْ ثوابتِها
و ما  يقاربُهُ   شكٌّ   و  لا قلقُ
كنْ مطمئناً  إذا  أنطقتَ  فِطرتَها
 فهيَ النَّدى و الشَّذا و العالِمُ اللَّبقُ
رَكْبُ الحضاراتِ يجري في شوارِعها
بفتْحِ   قصَّتِها  النوراءِ  يلتحقُ
مرَّتْ  قرونٌ بها في  كلِّ  فاصلةٍ
و في سياقاتِها تحيا  و  تلتصقُ
تاروتُ في ظلِّها في فهمِ عالمِها
مِنْ حيثُ تنطلقُ الأنوارُ تنطلقُ
سماؤُها أرضُها  فالبسْهُما فهُما
بينَ الجواهرِ ذاكَ العِلمُ و الخُلُقُ
تراثُها السَّيرُ في تجديدِ كوكبِهِ
كلُّ المحبِّينَ في هذا المدى اتفقوا
ماذا أضافتْ إلى أرجاءِ مصطلحٍ
بذي الإضافةِ  يُشفى المستوى الحَذِقُ
تاروتُ  بصمتُها  في الخُلدِ  أعرفُهُا
يفوحُ للخلدِ  منها  ذلكَ  العبقُ


error: المحتوي محمي