(إلَىْ ابْنِ الرِّضَا ، جَوَادِ الآلِ -” سَلَامُ اللهُ عَلَيْهِ ” – سَطَّرْنَا هَذَا النُّزْرَ الْيَسِيْرَ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الْمُتَوَاضِعَةِ ، وَنَسْألُ اللهَ فِيْ ذَلِكَ الْقَبُوْلِ)
يَدَِيْكَ
يَا ابْنَ الرِّضَا
تَرْفِدُ سَخَاءً
أزْكَتْ بِكَ لَنَا بَارِحَةُ الْعَطَاءِ
يَا لَهُ مِنْ فَوَاحٍ فِيْ عَالَمِنَا
يَنْثِرُ كُلَّ عَبَقٍ عَطِرِ
وِرْدِكَ
يَغْرِفُ مِنْهُ
عَازِفُوْ الْمَدِيْحِ
رُسِمَتْ لَهُ
جُمَلُ الشَّوْقِ
بِشَتَى الأُطَرِ
عَنَتْ لَهُ
وَتَهَاوَتْ عٍنْدَ خَزَائِنِ عِلْمِهِ
أَشَاوِسٌ حَاطَتْ عَلَيْهِ
مِنْ كُلِّ أَصْقَاعٍ وَ قُطْرِ
مَا ثَنَاهُ
مِنْ فَادِحَةِ الْخُطُوْبِ
مَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ تِبَاعًا
بِهَطَلٍ دَافِقٍ كَالْمَطَرِ
تَشرَّبَ
عِلْمًا مِنْ مَعِيْنٍ لَا يَنْضِبُ
لَمْ يَنَلْهُ بِسَقْيٍ مِنْ أَحَدٍ
إِلَا بِعَهْدٍ تَوَرَّثَهُ
مِنْ عِلْمٍ لَدُنّيٍّ فَطَرِ
سَقَتْهُ
سُمًّا زُعَافًا
تَرَنَّحَ عَلَىْ إثْرِه
فَوْقَ سَطْحِ دَارِهِ
أَضْحَتْ حَياتَهُ بَعْدَهَا فِي خَطَرِ
صَبَنَ
ابْنُ الرِّضَا
مِنْ دُنْيَانَا هَذِهِ
بِمَشْهَدٍ مَا زَالَ عَنْهَا
إلَا بِأُسٍّ ارْتَقَاهُ وَ وَطَرِ
آهٍ
لِجَوَادِ الآلِ
مَضَى عَنْ عَالَمٍ
اصْطَلَى مُحْتَسِبًا
بِمَرَارَةٍ حَمَلَهَا وَ صُبَرِ
مَلِئتْ
وَكَمُلَتْ حَلَقَاتُ الْعِزَةِ بِهِ
وَتَوَالَتْ فِي أبْنَائِهِ
بِجَزَلِ الأَسْطُرِ
مَا رَاقَ
لِبُهَمِ القَوْمِ
أَنْ يُبْقُوْهُ وَ سَعَوَا
لِثَنْيِهِ بِشَتَى الدَّسَائِسِ وَ الصُّوَرِ
ارْتَشَفَتْ
عُقْبَى أجْيَالٍ
مِنْهُ وَ اسْتَشَرَفَتْ
وَاتَخَذَتْهُ
رَمْزَ جُوْدٍ عَلَى مَرِ الْأَعْصُرِ