بيّن المدرب سالم الحليو أهم العلامات للفوضى المالية والتي تؤدي لفقدان الراتب أو النقود دون الشعور بها كإدمان البطاقات الائتمانية، والتأخر المستمر في سداد الالتزامات، والتعجب المستمر عن أين ذهبت النقود! ومعالجة الديون بالديون، والاقتراض بلا هدف أو لغرض الاستهلاك والتعود على الرصيد الصفري، والاستسلام لرغبات الشراء أو “كلما اشتهيت اشتريت” وغيرها.
وكشف عن عدد من الأسرار حتى لا يغرق بالديون، وهي التعامل مع البطاقات الائتمانية بحذر، وجعل تسديد الديون من أولى الأولويات، وعدم الاقتراض لشراء الكماليات، وعدم الوقوع ضحية لعروض التقسيط، وعدم الشراء عشوائيًا بمجرد الإعجاب بالشيء واستخدام سياسة التأجيل في الشراء.
وذكر أن سنة 2020 كانت بروفة للجميع ليكونوا مستعدين ومتحضرين، موضحًا أهم الدروس المستفادة من جائحة كورونا وهي: أن صندوق الطوارئ أمر بالغ الأهمية، وأن وجود مصدر ثان للدخل ضرورة وليس أختيارًا، والميزانية أداة إنقاذ ويجب أن تصبح عادة، والاقتراض سلاح ذو حدين، والتغيير يمكن أن يحدث فجأة وبسرعة فعلى الجميع أن يكونوا مستعدين له.
جاء ذلك في محاضرة “التخطيط المالي والميزانية” التي قدمها الحليو لـ300 مشارك ومشاركة، عبر منصة zoom والتي نظمتها جمعية العطاء النسائية بالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعية يوم الاثنين 27 يونيو 2022م.
وذكر الحليو بالبداية أهمية الادخار لصعوبة الأوضاع الحالية، وتدني ثقافة الادخار لدى البعض وكثرة التقليد السيئ التي لا تراعي ميزانية الشخص وإمكانياته، وذكر أنه يكون بنسبة 10%، 5% منها للطوارئ، و3% للتعليم، و2% للترفيه.
وعرّف التخطيط بشكل عام والتخطيط الشخصي موضحًا أن الخطة المالية نوع من أنواع التخطيط الشخصي يرتبط بمدى وعي الفرد بالعادات المالية الصحيحة للعيش بحياة كريمة مستقلة ويشمل التخطيط المالي على وضع الأهداف المالية وإعداد الميزانية الشخصية عن طريق ادخار المال واستثماره.
وأوضح أنواع الخطط الادخارية وأشار إلى أن الادخار لا يعني حرمان النفس لأنه يعود بالنهاية لفائدتها، وقال: “لا بأس من شراء القهوة مثلًا مرة أو مرتين خارج المنزل ولكن ليس التعود يوميًا على شرائها من الخارج”.
واستعرض مفاتيح التخطيط المالي الذكي بتقييم الوضع المالي وتحديد الأهداف المالية بحسب الأولية ووضع الميزانية وإعداد الخطة المالية.
وعرض نموذج smart للأهداف الذكية، ونموذج “وازن” لزيادة الوعي بالتوازن بالحياة والحرص على الأموال ونموذج “رزق” لزيادة الدخل وتقليل المصروفات، ولفت إلى أنه لا يمكن التحكم في المصروفات الأساسية لكن يمكن التحكم في الكماليات.
وأشار إلى أن صياغة الأهداف فن، مستخدماً بذلك المصفوفة الديكارتية، أو ما يعرف بنموذج ديكارت وهو أحد التقنيات المهمة لتحديد الأهداف، والبحث عن جديتها.
واستعرض الحليو أهم مدرات الدخل ومستويات زيادة الدخل وتحقيق الأرباح، وتفاعل معه الحضور بتعداد مشاريع لا تحتاج رأس مال كالتعليم وعمل واجبات الطلاب والمشاريع المنزلية وكتابة المحتوى والمونتاج والتصوير والتسويق عبر مواقع التواصل والاستشارات وبيع الخدمات وغيرها.
ووجه رسالة بالختام بقوله: “إن التخطيط الناجح مهارة ممكن اكتسابها وتعلمها، ومحاولة الابتعاد عن الفوضى المالية وجعل احتياطي للطوارئ، وعدم اللجوء إلى الاقتراض إلا عند الضرورة وبعد استشارة المختصين”.