من الاثنين إلى الاثنين.. 10 أعوام من العطاء تتوّج بالتكريم.. الحاج منصور الكبيش متطوّع عرفته سيهات بعد حادثة «دهس الخندق»

لم تكن مجرد وقفة تكريم وقفتها مدينة سيهات احتفاء برجل التطوّع الاجتماعي الحاج “منصور بن أحمد بن حسن الكبيش”، يوم الاثنين 27 يونيو 2022، بل كان عودة بعقارب الزمن إلى تاريخ مؤلم حفر في ذاكرة مدينة سيهات؛ 3 مارس 2013، ذلك التاريخ الذي كتب قصة ألم في قلوب عائلتين فقدتا طفليهما بعد تعرضهما لحادث دهس بشاحنة بجوار مدرسة الخندق الابتدائية بسيهات وقت انصرافهما في نهاية الدوام.

تلك الحادثة جمعت أهالي الحي وأولياء أمور عدد من الطلاب، ترافقوا في زيارات متكررة لإدارة مدرسة الخندق لضمان عدم تكرار هذا الحدث المفجع، إلا أنه بعد مرور نحو أسبوعين أو ثلاثة لم يصمد أحد واختفى الجميع وبقي جار المدرسة الحاج منصور وحده ملتزمًا بعهده أمام نفسه في أن يكون حارسًا أمينًا على أرواح أولئك الملائكة الصغار، في اليوم الثاني للحادثة.

ومنذ يوم الاثنين 4 مارس 2013 وحتى اليوم مازال الكبيش مصرًّا على الحضور باكرًا إلى جانب طاقم المدرسة ومتابعة حركة سير دخول وخروج الطلاب والاطمئنان على صحتهم وسلامتهم، حيث كان يعمل على تنظيم الحركة المرورية صباحًا وظهرًا، من الساعة 6 صباحًا إلى خروج آخر طالب في المدرسة عند الساعة 2 ظهرًا، وأحيانًا أكثر من ذلك للإشراف على سلامة الطلاب ذهابًا وإيابًا وبشكل سلس.

شجرة مثمرة
لم يبق الأمر عند ذلك، فقد برز بعدها اسم منصور الكبيش بشكل لافت، بعد أن كرّس جانبًا من جهده وحياته ووقته للعمل التطوعي من أجل الطلاب في جميع أنشطة المدرسة الداخلية والخارجية من تنظيم الإذاعة والاصطفاف، والرحلات وتنظيم ركوب الطلاب الحافلات والنزول منها، وتكريم الطلاب المُتميزين، وحل المشكلات الطلابية والالتقاء الدائم بأولياء الأمور.

وامتدت مشاركاته أيضًا إلى تنظيم الكثير من الفعاليات مثل الاحتفاء باليوم الوطني، وذكرى البيعة، والمعسكرات الكشفية، وغيرها، بالتعاون مع مكتب التعليم في محافظة القطيف.

عطاء خارج الحدود
جهود “الكبيش” في العمل التطوعي لم تغلق على نفسها أبواب مدرسة الخندق الابتدائية بسيهات فقط، بل امتدت جذور عطائه لعدد من المدارس في محافظة القطيف، حيث كان يحرص على زيارتها؛ لتكريم معلميها بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، فضلًا عن زياراته لتكريم بعض مدراء المدارس لحصولهم على مراكز متقدمة على مستوى القطاع، وإدارة التعليم بالمنطقة الشرقية.

ولطالما كان الحاج “الكبيش” يولي اهتمامًا كبيرًا بالطلاب، فكان يحرص دائمًا على عمل العديد من الزيارات المنزلية والمدرسية؛ لتكريم الطلاب الموهوبين والمتميزين، والحاصلين على مراكز متقدمة على مستوى القطاع، وإدارة التعليم بالمنطقة الشرقية.

وقفة شكر
ولأن الجميل يجب رده بالجميل، فقد اجتمعت إدارة ومجلس الآباء والمعلمين بمدرسة الخندق الابتدائية بسيهات بالشراكة مع نادي الخليج لتكريم الكبيش تحت رعاية سعادة مدير مكتب التعليم بمحافظة القطيف، وقد صادف تكريمه أن يكون يوم “الاثنين” هو نفس يوم انخراطه في العمل التطوعي.

الكبيش في سطور
الحاج منصور بن أحمد بن حسن الكبيش يبلغ من العمر 72 عامًا، من مواليد حي الديرة بسيهات، عمل في مؤسسة عبدالوهاب بن منصور المعلم للمقاولات، ثم في شركة بترومين (contract)، ثم في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وتقاعد قبل الحادث المؤسف للطفلين بعامين وتحديدًا في عام 1432 هجرية، والتحق  بالعمل التطوعي بمدرسة الخندق الابتدائية بسيهات يوم الاثنين 22 ربيع الآخر 1434 هجرية، في تمام الساعة 6 صباحًا.




error: المحتوي محمي