أوصى استشاري الباطنة وأمراض الدم الدكتور عبدالله آل زايد المصابين بفقر الدم المنجلي بضرورة الخضوع للمتابعة الطبية الدورية تفاديًا لحدوث أي مضاعفات للمرض واكتشافها مبكرًا في حال حدوث ذلك، وأوصى بالإكثار من شرب السوائل وتجنب الإجهاد والجفاف عند التعرض للحرارة والرطوبة والتي تتسبب في حدوث نوبات ألم حادة قد تضطرهم للذهاب للطوارئ للعلاج.
وأكد آل زايد على ضرورة أخذ العلاجات اللازمة بانتظام وبالخصوص تناول دواء “هيدروكسي يوريا” لما له من دور فعال في منع نوبات الألم والحماية من المضاعفات على المدى البعيد.
جاء ذلك خلال الفعالية التي نظمها قسم التثقيف الصحي ومركز أمراض الدم الوراثية بالتعاون مع مجموعة من الأقسام بشبكة القطيف الصحية يوم الأربعاء 22 يونيو 2022م، في مبنى العيادات الخارجية بمستشفى القطيف المركزي؛ بمناسبة “اليوم العالمي لمرض فقر الدم المنجلي”، بحضور رئيس وحدة الطب الاتصالي بشبكة القطيف الصحية الدكتور محمد سعيد الخاطر، واستشاري الباطنة وأمراض الدم عبدالله آل زايد، وأكثر من 200 زائر وزائرة.
وهدفت الفعالية إلى التعريف بمرض فقر الدم المنجلي وأعراضه ومضاعفاته وتثقيف وتوعية أفراد المجتمع بهذا المرض وخاصة المصابين به وكيفية التعامل معه وعلاجه.
واشتملت الفعالية على ثمانية أركان بدأت بركن تعريفي عن المرض وفكرة عامة عن ما قد يحصل فيه من مشاكل صحية، ثم يمر الزائر على بقية الأركان والتي ضمت: مضاعفات القلب ثم مضاعفات الأعصاب ثم مضاعفات الكلى والعظام ثم المضاعفات الجراحية مرورًا بالعلاجات المتوفرة للمرض وأخيرًا ركن التواصل المؤسسي الخاص بالمستشفى.
وأوضح “آل زايد “أن كثيراً من الناس يربط مرض فقر الدم المنجلي بنوبات الألم، مبيّنًا أنه من وجهة نظرهم يعني ألمًا وحسب، في حين أن الألم في هذا المرض يعتبر قمة جبل الجليد فقط وهو ما يراه عامة الناس ولكن ما خفي من جبل الجليد أدهى وأعظم، وما ينطوي عليه المرض من مضاعفات هو أخطر بكثير من مجرد الآلام التي يشتكي منها المريض؛ كما يرى آل زايد والذي قال: “لهذا كانت سمة هذه الفعالية هي التعريف بمضاعفات المرض ومعرفة ما قد ينجم عنه من عواقب ومشاكل صحية تصيب بقية أعضاء الجسم كالكلى والدماغ والقلب والعظام والمضاعفات الجراحية.
وبيّن أن أعراض المرض ليست واحدة ومتفاوتة من مريض لآخر، موضحًا أن بعض الأعراض مزمنة مثل التعب والإرهاق والشحوب واصفرار العين، كما أن المرضى يكونون عرضة للإصابة بالالتهابات بسبب تعطل الطحال، ولكن بعض الأعراض قد تأتي مفاجئة وعلى شكل نوبات وهجمات، ومن أبرز هذه النوبات هي نوبات الألم الحادة، حيث يأتي المريض بألم في العظام أو الظهر أو البطن، وهناك نوبة التكسر والتي تتكسر فيها خلايا الدم الحمراء فينزل مستوى الدم بشكل مفاجئ قد يستدعي نقل الدم، أما أخطرها فهي نوبة متلازمة الصدر الحادة وكذلك السكتة الدماغية وكلاهما يجب معالجتهما بشكل عاجل وإلا فإنهما قد تهددان حياة المريض.
ولفت إلى أن هناك أدوية قليلة لمنع نوبات المرض وأشهرها علاج الهيدروكسي يوريا وهو علاج فعّال جدًا في منع نوبات المرض، مشيرًا إلى أن جمعية أمراض الدم الأمريكية تنصح بإعطاء العلاج للمرضى من عمر تسعة أشهر فصاعدًا؛ وذلك بغض النظر عن شدة المرض وبغض النظر عن أي مضاعفات أخرى سواءً أكانت حادة أو مزمنة.
وأكد أن الاستفادة من علاج الهيدروكسي يوريا يتوجب معها الالتزام بأخذه بانتظام وإلا فإن المريض لن ينال الفائدة المرجوة منه، كما أكد على أهمية المتابعة عند تناول العلاج بانتظام، وذلك لأن الجرعة قد تحتاج للتعديل سواء بزيادة أو نقصان، معربًا عن أسفه لأنه ما زال هناك بعض المرضى الذين لم يستخدموا الـ”هيدروكسي يوريا” حتى الآن رغم احتياجهم له، ورغم قناعة أطبائهم بأنهم سيستفيدون منه.
وأشار إلى أن هناك بعض الفحوصات الروتينية التي يجب متابعتها بشكل دوري لجميع المرضى مثل تحليل كريات الدم والهيموجلوبين ومخزون الحديد وزلال البول، كما أن هناك أشعة قد يحتاج الطبيب لعملها بحسب حالة المريض مثل الأشعة الصوتية للقلب أو للمرارة، وبعض المرضى قد يحتاجون لعمل أشعة رنين مغناطيسي لقياس درجة ترسب الحديد على أعضاء الجسم، مشيرًا إلى أهمية المتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص لمعرفة ما يحتاج المريض لعمله من فحوصات بحسب حالته.
وركز “آل زايد” على أهمية الأخذ بنتيجة فحص ما قبل الزواج لأنها الطريقة المثلى لتفادي الإصابة بالمرض، مبيّنًا أن الحل الأفضل لمحاربة أي مرض هو منع الإصابة به منذ البداية.
وعرّفت استشاري أمراض الدم للأطفال إسراء عبدالهادي مرض فقر الدم المنجلي بأنه مجموعة من اضطرابات خلايا الدم الحمراء الموروثة، قائلة: “تكون خلايا الدم الحمراء الصحية مستديرة، وتتحرك عبر الأوعية الدموية الصغيرة لنقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم؛ ولكن في الشخص المصاب بفقر الدم المنجلي، تصبح خلايا الدم الحمراء صلبة ولزجة، وتبدو على شكل حرف C، وتموت الخلايا المنجلية مبكرًا؛ مما يؤدي إلى نقص مستمر في خلايا الدم الحمراء، وعندما تتحرك عبر الأوعية الدموية الصغيرة، تعلق وتسد تدفق الدم؛ مما يؤدي إلى الشعور بالألم وحدوث مشاكل خطيرة أخرى مثل: العدوى، ومتلازمة الصدر الحادة، والسكتة الدماغية”.
جدير بالذكر أن الفعالية شارك بها مجموعة من الكوادر الصحية بالمستشفى، وتحدثوا عن مضاعفات فقر الدم المنجلي من اعتلالات كلوية ومضاعفات في العظام وتآكل المفاصل وتضخم عضلة القلب وحصوات المرارة وطرق علاجها، إضافةً إلى التعريف بالعلاجات والأدوية التي تُساعد على التخفيف من نوبات الألم.