فاكهة البمبر.. من لا يَعرفك لا يثمّنك!

وصلت درجةُ حرارة الجوّ ظهر يوم أمس 48 درجة مئويَّة، وفي هذا الجوّ الحارّ تطيب وتحلو بعض الثِّمار في القطيف، لكن أهلها يجهلونها، ومن هذه الثمار، البمبر! صدقَ من قالَ عنه: حمامةُ الحيّ لا تُطرب!

عندي شجرة واحدة، وفي الظهر تبدو ثمارها صفراء ذهبيَّة، متكورة وناعمة الملمس مثل الكريستال. أما طعمها، فعليكم أن تأكلوا منه لتعرفوه. إن قلتم طعمه يقرب من التمر مع رائحةٍ زكيَّة فما أنتم ببعيد، وإن قلتم يقرب من اللوزيَّات ما أنتم ببعيد! أجمل ما في هذه الثمرة، امسح عنها الغبار وكلها هنيَّة، لأن شجرتها لا تحتاج إلى مبيدات حشريَّة -من تجربتي- على عكس الكثير من الفواكه والخضراوات.

لمن يريد المعرفة أكثر، توجد عن فوائد البمبر دراسات كثيرة باللغة الإنجليزية تحت عنوان “Cordia myxa”، ولكي لا يأخذ القارئ -الكريم- ما ذكرته رأيًّا طبيًّا؛ عليه الاطلاع على الدراسات بنفسه، أو استشارة مختصّ. سوف تجدون من الفوائد الطبيَّة المذكورة أن هذه الثمرة تمتلك مسكنًا ومضادًا للالتهابات ومعدلاً للمناعة، مضادات الميكروبات والطفيليّات ومبيدات الحشرات، وتأثيراتٍ وقائيَّة للقلب والأوعية الدمويَّة والجهاز التنفسيّ والجهاز الهضميّ. في كل الأحوال، البمبر فاكهة شهيَّة، جربوها، ولا يزهدَكم فيها السائل اللزج الذي يغطيها، فلربما كان الدواء فيه.

ازرعوا واحدةً منها، شجرة جميلة، دائمة الخضرة وتحتها ظلّ لطيف، لا تطلب كثيرًا من العناية، لا تزعجها الحرارة أو البرودة وتعمِّر مدَّة طويلة. تأكلون من ثمرها، وتهدونَ منها لجيرانكم. والباقي تستطيعون الاحتفاظ به في البراد.

كان والدنا -رحمَ الله الآباء- يستأجر البساتين في الأيَّام الخوالي، ولابد من شجرة بمبر واحدة أو أكثر في البستان. لا نحتاج للصعود فوق أغصانها الطريَّة لأن أغصانها تتدلى قربَ الأرض من ثقل الثمرة، نقطف منها ونأكل ما نشاء. ولعل النساء يرغبن في أكل ثمرة البمبر أكثر من الرجال؛ لاختصاص بعض فوائدها بالنساء!

في منطقة القطيف، يمكن زرع أنواعٍ كثيرة من الأشجارِ المثمرة في المنازل والحدائق إن كانت درجة ملوحة الماء قليلة، أما هذه الشجرة فيمكنها أن تتعايش جيِّدا مع درجة ملوحة مرتفعة نسبيًّا!



error: المحتوي محمي