نحن كبشر يرجع في خلقه إلى رب كبير وعظيم في الأسماء والصفات ونحن خلفاؤه في أرضه ويجب أن نتحلى بصفاته من الرحمة والعطف والغفران والمودة والصفح والتجاوز وغيرها، وأن نتعامل بها أولًا مع أنفسنا ثم ذوي القربى والأرحام وهم الأقارب الذين تجمعهم رحم ومع سائر المؤمنين ومع بقية خلق الله.
ومن أقرب ذوي القربى هم الأخوة وهم النعمة الكبرى ومن الجميل أن نستشعر هذه النعمة ونمتن لها في حال الحب والسلام لا أن ننتظر أن يحين فراق (موت) أو أن يصاب أحد منهم بمرض أو أن يقع أحدهم في مصيبة أو يغترب ويرحل أو.. ثم فجأة في لحظة وعي شعوري تحين وقفة تأمل للنعمة المغيبة المغطاة بعوالق لو استطاع الإنسان أن يتخطاها لوصل إلى مراحل سامية من الحب.
كم هائل من السلبيات التي وضعتها النفس وأيّدها تضخيم الذات وزيّنها الشيطان من غل وحقد ولوم وعتب حتى أثقلت الروح!
تتعدد أنواع الشوائب والعوالق التي تغطي هذه النعمة وتتعدد المواقف والصدمات التي في الذاكرة ولا تغفرها النفس وقد ترفض فيها التسامح أحيانًا، وهنا فعليًا نحتاج إلى تزكية النفس.
إنّ تحقيق التزكية من أكبر الأمور المعينة على عمارة الأرض والنهضة بالأمّة، وهي لا تحصل إلّا بالعودة للفطرة وحسن التعامل مع الخلق والخالق فالتزكية – تعني تطهير القلب من سوء الأخلاق والأعمال، وعند تزكية النفس حينها نتحلى بأسماء الله وصفاته ونكون خلفاء له في أرضه.
اسقِ الخير في نفسك واجعله ينمو داخلك، اسقِ الحب بدل الكراهية، اسقِ الرحمة بدل اللامبالاة، اسقِ التواضع بدل الغرور والغطرسة، اسقِ الاعتدال بدل الإفراط والتفريط اسقِ اللطف بدل العنف، اسقِ التسامح بدل التعنت، اسقِ الكرم والسخاء بدل البخل، اسقِ بكثير من الماء والأسمدة (النفسية) العرفان بالجميل.
الحمد الله على نعمة الإخوة ونعمة الحب الفطري الذي لا يلزم سبب. هو أحبك سواء أكنت على مزاجي أو لا، راضيًا عنك أو لا في داخل العمق أنا أحبك دون سبب خارجي أحبك لأنك أخي فقط وهذا وحده يكفيني.