حنين إلى الرضا

يابَضعةً مِن آلِ طٰهَ قد رَوىٰ
عنها الرسولُ حديثَه المتَفَرِّدا

في أرضِ طُوسٍ سوف تُدفنُ بَضعةٌ
مَن زارَها فكَمَن يزورُ محمدا

ولَهُ من الحسَناتِ ما لم يُحصِها
عدَدٌ مِن الأعدادِ مَهما قد بَدا

مَن زاره فَلَهُ من الحجَّات ألـ
ـفٌ أَثقلَت ميزانَه يومَ النِّدا

وله من العُمراتِ ألفٌ مِثلُها
والنارُ لاتَدنو إليه تَوَدُّدا

أعني ابنَ موسىٰ مَن بِطوسٍ قَبرُهُ
شمسُ الشُّموسِ ومَن أضاء المَشهدا

لستَ الغريبَ كما أشاعوا في الوَرىٰ
إنّ الغريبَ بكربلاءَ استشهَدا

لكنَّ قبرَكَ رَغمَ مُرِّ بُعادِهِ
أشهىٰ من العسَلِ المصفّىٰ مَورِدا

مَهوىٰ العِبادِ وأُنسُ كُلِّ نُفوسِها
ومُنىٰ القُلوبِ بِهِ المُوالي استَنجَدا

يا إِبنَ موسىٰ هَلْ إليَّ بِنَظرةٍ
أرنو بها نحو الضريح مسدَّدا

وبها أطالُ القُبَّةَ النَّوراءَ حيـ
ـثُ ضِياؤُها عِند الملائكِ مَقصَدا

هَلْ لي بِمفتاحِ الكرامةِ عَلَّني
مِن أسْرِ قَيديَ أستَعيرَكَ مَعقِدا

يامَن ضَمِنتَ إلى الغزالةِ رُوحَها
إني قصدتُكَ أستجيرُ مِن العِدىٰ

رُوحي لِمشهدِك الشريفِ حَمامةٌ
لٰكنّها أَمسَتْ تَطيرُ بِلا هُدىٰ

ياسيّدي أَضنَىٰ المُوالي قَيدُهُ
فإِلىٰ متىٰ يَبقَىَ الأسيرُ مُقَيَّدا

أقبِل إليّ كما عهدتُك سَيّدي
فالعهدُ أدري أن أزورَ السَّيِّدا

لكنّما حبلُ الوصال لودِّكم
حَكَم الزمانُ بِنحرِه فتَشهّدا

إني أرىٰ في كل وادٍ زَهرةً
بِنَمير مائكَ غُصنُها قد أَورَدا

ولقد نَما في كلِّ قلبٍ بُرعُمٌ
لكَ كعبةً يعلو بها أو مَسجِدا

يامَن بمائدة الرِّضا ضَيفاً حَلَلْـ
ـتَ فَفي جِنانِ الخُلدِ كُنتَ مُخَلَّدا



error: المحتوي محمي