سيل جارف من الملازم المدرسية والمذكرات التعليمية تنهمر هذه الأيام على الطلاب والطالبات فقد حرص المعلمون والمعلمات على تلخيص كل درس أو درسين في ورقة أو ورقتين وأصبح المتعلم مطالبًا بطباعة مذكرات يومية كي يذاكر منها لينال درجة النجاح.
أما الكتاب فلا حاجة له ولا داعي لمذاكرته ولزيادة الحرص على الفهم والاستيعاب جعل لكل مادة مذكرتين واحدة بالحل وأخرى دون حل.
وزاد الأهالي حرصهم أكثر فأخذوا يطبعون المذكرات غير المحلولة أكثر من مرة فبعضهم يطبعها خمسًا وبعضهم عشرًا وبعضهم عشرين نسخة كي يختبروا أبناءهم عشرين مرة قبل الدخول في الامتحان.
وأصبحت وسيلة الوتساب هي الواسطة بين إيصال المذكرات إلى الطلاب وشغل الآباء والأمهات الشاغل هو استقبال المذكرات من حين لآخر وطباعتها فهي لا تأتي دفعة واحدة فبين كل ساعة مذكرة أو مذكرتان كل مذكرة ورقة أو ورقتان أو عشر أو عشرون.
وهذا الاستقبال يمتد من الصباح إلى آخر الليل يوميًا بجد واجتهاد من الطرفين. هذا هو الوضع التعليمي الآن يا سادة يا كرام أما الكتاب فأصبح حبرًا على ورق وعبئًا على الطلاب وهدرًا ماليًا لتأليفه وتنقيحه وحفظه وتوزيعه لأن الطلاب لديهم مئات الأوراق يذاكرون منها.
حتى الدفاتر التي كانوا يلخصون فيها الدروس ويذاكرون منها ويطبعون دفتر الطالب المهتم بالتلخيص والمواظب على الحضور انقرضت وأصبحت الدفاتر للخربشات رغم أنهم مطالبون بدفتر لكل مادة وإلا فلا يسمح لهم بدخول الدرس.
أصبحت الدفاتر والأقلام عبئًا ماديًا على الطلاب والطالبات وهي للخربشات.
الآباء والأمهات مستعدون لتلبية طلبات أبنائهم وبناتهم بكل شيء فهم يغلفون كتبهم بأفضل التجاليد ويشترون لهم أفضل الدفاتر والأقلام ويزودونهم بالكراسات والألوان بغية أن يجدوا ويجتهدوا كل عام ويحرصوا على طباعة كل ما يرسل إليهم ولو كان فيه مشقة لهم بالسهر والاصطفاف على محلات الطباعة حتى في وقت متأخر من الليل، وكلما استعد الطلاب للطباعة ازدادت عليهم المذكرات وانهمرت كقطرات المطر وكل عام يزداد الوضع عما قبله وكل فصل يأتي بخبايا وطرق حديثه للتعليم.
والطلاب ما عليهم إلا الاستجابة والتنفيذ كي ينالوا الدرجات وينجحوا في الاختبارات. هذه أيام الامتحانات وبإمكان الكل التأكد من الآباء والأمهات.
أخيرًا نحتاج لآراء ثلاث جهات يصفون لنا الوضع التعليمي بهذه الكيفية؛ كتب معطلة ودفاتر مكدسة ومذكرات مجلجلة. الطرف الأول /وزارة التعليم. الطرف الثاني /الآباء والأمهات. الطرف الثالث/ المعلمون والمعلمات.
نحتاج إلى بيان يبين وجهات النظر هل ما يجري هو الصح أم ماذا؟ وفق الله الجميع للنجاح والفلاح.