شفيت ببركة السّيدة (ع)
حينما كنت أدرس في سورية في حيّ السيدة زينب (ع) قرّرنا ذات تغيير شقتنا التي كنّا نسكن فيها، ووقع اختيارنا على شقّة أخرى، لكنّها لم تكن جاهزة للسّكنى؛ إذ كانت بحاجة لطلاء جدرانها.
ولأنّ الاعتماد على النفس أمر مندوب إليه، ففي علم النفس الإيجابي، الاعتماد على الذات لديه أهمية واضحة وتأثير قوي للشّعور بالسّعادة؛ لذلك اجتمع رأينا على أن نقوم بمهمّة الطلاء وتهيئة الشقة للسكن بأنفسنا، غير مستعينين بأحد.
ما لم أتوقّعه!
وهكذا كان، فقد اشترينا الدّهان وبدأنا العمل – في اليوم التالي – ظهرت على جسمي بقع حمراء مصحوبة بحكة شديدة.
ذهبت إلى مستوصف الإمام الصادق الواقع بقرب حرم السّيدة زينب وأخبرني الطبيب أنّ سبب البقع والحكة هو الصّبغ، ولن تذهب آثار الحساسية إلّا بعد شهر إلى شهرين من الآن، ووصف لي دواءً أتناوله حينما تتهيّج البقع وتزداد الحكة.
كنتُ أتناول الدواء كلّ خمس أو ست ساعات، وما إن ينتهي مفعول الدواء، تظهر الحكّة والبقع من جديد.
كانت تلك الحساسية ترهقني جدًا ولا أطيق آلامها، وعندها أضطر لتناول الدواء من جديد هربًا من الوجع.
وعلى هذه الحال مرّت أربعة أيام حتى قَدِم والدايّ لزيارة السّيدة زينب (ع)، وأخفيت عنهما أمر مرضي؛ حتّى لا ينشغل بالُهما عليَّ.
وكنت أنام معهما، وحينما أستيقظُ أسرع لتناول الدواء؛ بُغية تسكين التهيّج، وأيضًا لا يلاحظ أبي وأمّي آثار انزعاجي من الحساسية، فأضطرّ إلى مصارحتهما بمعاناتي.
طبيب الأبدان والأرواح
وفي يومٍ من الأيام ذهبت لحرم السّيدة زينب عليها السلام وتوسّلت بها وطلبت الشّفاء من هذه الحال المرهقة.
رجعت إلى البيت، وفي تلك الليلة رأيت رؤيا كأنّما هنالك مسرح وعلى المنصّة تقف سيّدة جليلة مغطّاة لا يظهر منها شيء وبجانبها طبيبان، والمسرح يغصّ بالمرضى، والطبيبان يناديان على المرضى واحدًا تلو آخر بالترتيب.
دخلت المسرح وجلست في المقاعد الأخيرة البعيدة، وفجأةً أشارت السّيدة إليَّ باسمي وتقدّمت إلى المنصة والناس صفّان ينظرون إليَّ وأنا أمشي محرجاً حتى وصلت إلى المنصّة، والسّيدة تهمس للطبيبين، ثم قال لي أحدهما: مِمَّ تشكو؟ فأخبرته عن حالي.
فقال الطبيب:
لدينا بخّاخ سوف نرشّ منه على جسمك وستشفى، ولكنّ البخّاخ حار جدًا، ولا بُدّ أن تتحمّل أعراض الدواء المصاحبة.
رضيت بتلقّي العلاج، وبدأ الطبيب يرشّ على الجانب الأيمن من جسمي فشعرت بحرارة شديدة جدًا لدرجة أنه حين انتهى من الجانب الأيمن تردّدت أن أكمل العلاج من شدة الحرارة، ولكنّي صبرت على مضض.
أكمل الطبيب العلاج على الجهة اليسرى ثم قال لي: الآن شفيت إن شاء الله.
وعندها استيقظت من النوم ولم تكن آثار الحساسية ظاهرة عليَّ، فانتظرت بضع ساعات تحسّبًا لظهور البقع والحكة مرّة أخرى، ولكنّها اختفت نهائيًا ببركة التوسّل بالسّيدة زينب عليها السلام.