الاختصاصي الراشد: الوعي التربوي عنصر أساسي في تكوين شخصية طفلك الإيجابية

أوضح الاختصاصي النفسي ناصر الراشد أنّ الإنسان يولد ولديه الكثير من الاستعدادات الوراثية ومنها؛ ما يتعلق بالذكاء والذي يساعده في التحصيل العلمي والأكاديمي، ومنها السمات الوجدانية التي تشكل هويته الإنسانية والاجتماعية، مضيفًا أن دور البيئة الخاصة “الأسرة” يأتي في تنشيط هذه الاستعدادات الفطرية وخاصة في السنوات الأولى المبكرة في حياة الفرد.

وأشار” الراشد إلى أنّ شخصية الطفل تتأثر بالخبرات التربوية التي يتم تعريضه لها في بيئته الأولية، وأن القلق والعدوان من السمات التي يسهل اكتسابها حيث إن هناك ممارسات تربوية بسيطة قد تساهم في اكتساب الطفل للقلق الأساسي مثل تعريضه لخبرات تفوق مستوى المرحلة النمائية.

وأوضح أنّ عملية التنشئة الاجتماعية تؤثر في سلوكه بشكل ينعكس على بناء شخصيته مستقبلًا وهي عبارة عن خارطة طريق ترسم ملامح مستقبله، منوهًا بأن الوالدين هما من يقوم برسم خطوطها خلال عملية التنشئة الاجتماعية؛ ليكتسب الطفل القيم والاتجاهات ومعايير السلوك الاجتماعي، ملفتًا إلى أهمية تعزيز السلوك من خلال عمليات المكافأة لأن السلوك الإنساني ينطفئ إذا لم يعزز.

ونصح باستخدام أسلوب الملاحظة بدلًا من المراقبة في متابعة تطور شخصية الطفل حيث إن الأولى يقوم بها الوالدان دون أن يشعر الطفل.

ونوه إلى أهمية التدقيق في نمط التفكير الذي نستخدمه في المواقف التربوية والذي يضمن العواقب الهادئة التي تنتج شخصية مستقرة.

وأكد الراشد خلال محاضرته على الوعي التربوي للوالدين الذي من خلاله ينشأ الطفل على القيم والمبادئ الإيجابية الصحيحة، مشيرًا إلى أنّ التربية الإيجابية تعتمد على الوعي التربوي لا التسلّط الوالدي.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي قدمها الاختصاصي ناصر الراشد تحت عنوان “كيف نبني شخصية أبنائنا؟” في مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، يوم الثلاثاء 14 يونيو 2022، حيث استفاد من هذا البرنامج 170 فردًا بين حضور أو متابع عبر منصة البث المباشر.

وأوضح خلال محاضرته أنّ هناك الكثير من الأساليب التربوية الناجحة التي تساعد على بناء شخصية الطفل، ومنها؛ الحوار الأسري، وتعزيز الطفل، واللعب في الطبيعة، وأسلوب الملاحظة، والتوجيه الصحيح، وإطفاء السلوك السلبي بالإيجابي، والضبط الانفعالي.

وقال الراشد: “يعطي علماء النفس أهمية كبيرة لاتجاهات الآباء نحو الأبناء، وعلاقاتهم بهم فمن الثابت من دراسة كثير من الحالات التي ترد إلى العيادات النفسية أنّ مشاكل كثير من الكبار تعود إلى خبرات قاسية في الطفولة في علاقاتهم بالوالدين، لذلك لا تُعرضوا أبناءكم للخبرات القاسية؛ لإنّ كل سلوك يمارسه المربي ينعكس على شخصية الطفل”.

وتطرق إلى نظرية “ﺳﻴﻠﺠﻤﺎﻥ” “العجز المُتعلَّم”، موضحًا من خلالها ﺃﻥّ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﻠﻀﻐﻮﻁ النفسية ﻣﻊ الترسيخ لفكرة ﺍﻋﺘﻘﺎﺩه ﺑﺄﻧﻪ لن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ مواجهة هذه الضغوط ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ أمام المواقف، والأصعب من ذلك أن الشخص يكوِّن صورة ذهنية وقناعة بأنه لن يتمكن من مواجهة مثل هذه المواقف مُستقبلًا، مما يصيبه بعدم الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات إلى أن ينتهي الأمر به إلى الاستسلام التام الذي يؤدي بالفرد في النهاية إلى الإحباط والاكتئاب، قائلًا: “علموا أبناءكم الأمل المتعلّم وحفزوهم على إنجازاتهم الصغيرة وشاركوهم فيها؛ ليحققوا أهدافهم”.

وفي الختام، دعا الراشد الوالدين والمربين إلى غرس القيم الدينية واستشهد بوصية لقمان الحكيم؛ كهدف تربوي تحمل ثلاثة أمور مهمة هي؛تصحيح العقيدة، وتصحيح العبادة، وتصحيح الأخلاق.




error: المحتوي محمي