قُلْتُ يَا قَلْبُ أَيْنَ تِلْكَ اللَّعُوبُ
كَيْ أُدَارِيكَ فِيْ الْهَوَى وَأَذُوبُ
قَالَ بَيْنَ الظِّبَا تَجِدْهَا كَشَمْسٍ
أَشْرَقَتْ فِيْ السَّمَا أَبَاهَا الْغُرُوبُ
هِيَ إِشْرَاقَةُ الْجَمَالِ وَحَسْبِي
أَنَّهَا الطِّيْبُ للْهَوَى وَالطَّبِيْبُ
أَلْهَمَتْنِي عُيُونُهَا السُّودُ بُعْدًا
فَتَسَاوَى شَمَالَنَا وَالْجَنُوبُ
وَكَذَا الْأَنْفُ فَاصِلٌ لِحُدُودٍ
بَيْنَ وَجْنَاتِهَا عَزُوفٌ طَرُوبُ
خِلِّنِي وَالشِّفَاهَ صِبْغَةَ تُوْتٍ
أَلِقَلْبِي مِنَ الشِّفَاهِ نَصِيْبُ؟
وَكَذَا الْوَجْنَتَانِ طِيْبٌ تَعَدَّى
كُلَّ وَرْدٍ وَأَذْفَرَ الْعِطْرِ طِيْبُ
عُنُقٌ لَوْ تَرَى كَإِبْرِيْقِ مَاسٍ
إِذْ تَرَى المَاءَ عَابِرًا لَا يَغِيْبُ
ثُمَّ عَرِّجْ عَلَى الْحَنَانِ بِصَدْرٍ
قِمَّةً بِالشُّمُوخِ عَالٍ عَرُوبُ
غُصْنُ بَانٍ بِخَصْرِهَا يَتَلَوَّى
كَيْفَمَا شَاءَ خَيْزَرَانُ الْقَضِيْبُ
قُلْتُ يَا قَلْبُ ثُمَّ مَاذَا مِنْ الْـ
وَصْفِ لَمْ يَأْتِهِ التَّرْتِيْبُ
قَالَ مَهْلًا فَإِنَّ لِلْحُسْنِ فِيْهَا
خَلَجَانٌ فَدَعْ عُيُونِيْ تَجُوبُ
ذَاكَ شَعْرٌ عَلَى الْمُتُونِ تَدَلَّى
يَتَسَلَّى مَعَ الرِّيَاحِ الْهَبُوبُ
إِيْهِ زِدْنِيْ مِنْ وَصْفِهَا ثُمَّ زِدْنِيْ
وَصْفَ أَرْدَافِهَا فَلَسْتُ أُصِيْبُ
قَالَ فِيْ مَرْمَرٍ وَعَاجٍ تَغَطَّى
بِحَرِيْرٍ إِنَّ الْحَرِيْرَ رَطِيْبُ
ثُمَّ أَقْدَامِهَا حَوَتْ كُلَّ مَعْنًى
مِنْ جَمَالٍ لِحُسْنِهَا أَسْتَطِيْبُ
صَنْعَةُ اللهِ مُبْدِعُ الْخَلْقِ رَبِّيْ
قَابِلُ التَّوبِ مِنْ إِلَيْهِ يَتُوبُ