ربي ربي!

لو سئل أحدهم عن مقياس العقل والنضج عند أي منا لقال: التعليم، الشهادة المستوى الدراسي، ولكن هل هذا هو المقياس الفعلي؟ دعونا نذهب برحلة في أعماق أنفسنا ونسألها عن ذلك ونرى ما الإجابة بصدق وأمانة! قبل ذلك نستعرض هذه القصة وبعد ذلك السؤال.

طفل صغير يعاني من تخلف عقلي ولكنه يتكلم ويتعايش مع من حوله ممن يكونون له بالمرصاد، فهو المتخلف (البهيم للأسف ما يستخدم للدلالة عليه) وهذا حالنا مع من نجدهم ضعفاء أو نتصور ذلك، وفي أحد الأيام وفي مناسبة عزيزة وحزينة وبينما نحن نقوم بواجب تحضير بركة الإمام عليه السلام والكل مشغول بين (حمص – حمس) للبصل وبين من يحرك الزر وبين من يرفع اللحم من القدر بعد نضجه، جاء ذلك الطفل بيننا ولأننا لا نستطيع تركه وشأنه، قام أحدهم بوضعه على الكرسي وقام بجسمه الضخم السمين (وكان هو كذلك) بالجلوس على ذلك الطفل، هو منظر ليس مقبولًا ولكن كيف تفهم ذلك الرجل ذلك؟ ونحن ننظر لردة فعل هذا الطفل البسيط حسب نظرتنا وننتظر ردة فعله وما هي الكلمات التي يحويها قاموسه من سب ولعن، وإلى ما غير ذلك؟ هذا ما نتوقعه منه فهو لم يدرس ولم يتعلم ولم ينل نصيبًا من المعرفة، وهذا هو الرد الطبيعي منا هل سيكون غير ذلك؟ وهذا هو السؤال فما ردك على هذا الموقف؟

لندع إجابتك قليلًا ونتابع ما حصل مع هذا الطفل ونسمع ما يقول وهو يعاني من ثقل جسم الرجل عليه، نسمع قول: “ربي ربي” هو ما قاله “ربي ربي” لم يشتم أو يسب أو يلعن كما هو متوقع من أي شخص منا في هذا الموقف، “ربي ربي” لجأ إلى الله وطلب منه العون في شدته وهذا هو النضج والعقل السليم، اللجوء إلى الله سبحانه وتعالي، فلن تفيد كلمات الشتم واللعن والسب إلا بتفريغ الشحن الذي يحصل في مثل هذه المواقف، ونرجع هل كان هذا ردة فعلكم؟



error: المحتوي محمي